التاريخ: أيار ٢٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
مفاوضات صعبة بين حزبي بارزاني وطالباني
أربيل – باسم فرنسيس 
يستعد الحزبان الكرديان الرئيسان «الديموقراطي الكردستاني» و «الاتحاد الوطني» لخوض مفاوضات «صعبة» للاتفاق على تشكيل تحالف كردي موحد في بغداد، فيما حذر أعضاء في أحزاب معارضة من تكرار حالات «التزوير والتلاعب» في انتخابات برلمان إقليم كردستان المقررة أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل.

وكان وفدي الحزبين عادا إلى الإقليم عقب إجرائهما محادثات أولية منفصلة مع نظرائهما في بغداد، على أن يجريا لاحقاً جولة ثانية عندما تقترب المشاورات الجارية بين اللوائح الفائزة في الانتخابات البرلمانية الاتحادية من حسم تشكيل الكتلة الأكبر الممهدة لتشكيل الحكومة الجديدة.

وكشف الناطق باسم «الوطني» سعدي بيره خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع للحزب «عن مشروع يهدف إلى فتح باب المفاوضات مع القوى الكردستانية في شأن المشاركة في الحكومة الاتحادية». وقال: «اتفقنا على برنامج يمتد لأربع سنوات في ما يتعلق بالعراق، ونأمل أن توحد هذه القوى صفوفها قبل الذهاب إلى بغداد».

وأشار إلى أن «المجلس القيادي للحزب سيعقد يوم الثلثاء (اليوم) اجتماعاً للبحث في وضع برنامج للحزب للسنوات الأربع المقبلة»، مؤكداً أن حزبه «يعمل على أن يبقى منصب رئاسة الجمهورية من حصته، وأبواب الحوار ستكون مفتوحة أمام الجميع».

وتفيد المصادر أن الاجتماع المرتقب بين الحزبين سيناقش شروط تشكيل هذا التحالف، والاتفاق على المناصب، ووضع الخطوط العامة للتنسيق بين الطرفين، لكن بيره شدد على أنه «من المبكر الحديث عن حسم توزيع المناصب العليا، ويجب أن تناقش في المراحل الأخيرة، وسندعو كل الأطراف لاجتماع موسع لإرسال وفد مشترك إلى بغداد».

وهددت الأحزاب الكردية المعترضة على نتائج الانتخابات بمقاطعة العملية السياسية في بغداد في حال عدم إعادة الانتخابات في الإقليم وكركوك ونينوى، متهمةً الحزبين خصوصاً «الوطني» بالتلاعب في النتائج، لكن قادة فيها أشاروا أمس إلى أن القوى المعترضة ستذهب إلى بغداد قبل أن تقرر المقاطعة.

إلى ذلك، نقل إعلام «الديموقراطي الكردستاني» عن قياديين في الحزب قولهم إنهم «سيلتقون الأسبوع الجاري بنظرائهم في الاتحاد الوطني للبحث في التفاهمات المشتركة لتشكيل تحالف في بغداد»، وإزاء الموقف من المعارضة قال القيادي في الحزب علي حسين: إن «كل الأطراف لديها تحفظات في شأن النتائج، فلننتظر نتائج الشكاوى والطعون، والقرار الذي سيصدر، ونؤكد بأننا لن نهمش أي طرف».

وأكدت النائب عن الحزب أشواق الجاف: «وجود حراك داخل البيت الكردي لإعادة تجربة التحالف الكردستاني»، موضحة أن «الدعوة وجهت لكل القوى الكردية للبحث في الاقتراح الذي يهدف لتعزيز الموقف الكردي في بغداد».

من جهة أخرى، حذر زعيم حراك «الجيل الجديد» شاسوار عبدالواحد في ندوة من «محاولة الحزبين الحاكمين خلق حال من الإحباط لدى الرأي العام من خلال المخاوف من تكرار التزوير والتلاعب في انتخابات الإقليم المقبلة، وبالتالي اتخاذهم قرار المقاطعة، وهذا سيصب في صالح المروجين لذلك»، لافتاً إلى أن «لائحة حزبه فقدت أصواتاً كثيرة نتيجة عمليات التزوير، لأن أحزاب السلطة التي ارتكبت التزوير تعلم جيداً أنها فقدت من ثقلها في بغداد بعد فقدانها شرعيتها لدى شعبها».