التاريخ: أيار ٢٣, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
أحزاب مصرية إلى تحالفات «غامضة» بدلاً من دمجها
القاهرة – رحاب عليوة
تسعى أحزاب سياسية في مصر إلى تشكيل ائتلافات سياسية وتحالفات جديدة، كبديل عن الاندماج في محاولة للحفاظ على الكيان الخاص لكل حزب.

وقال رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» المحامي حافظ أبو سعدة لـ «الحياة»: إن دمج أحزاب في حزب جديد أو آخر قائم بالفعل يستوجب إخطار لجنة شؤون الأحزاب بحل نفسها والدمج في حزب آخر، مشيراً إلى تفاهمات حول عدد معين من المقاعد في الهيئة العليا أو المكتب السياسي تسبق عادة الدمج.

ولفت أبو سعدة إلى محاولة دمج حزب المؤتمر (وكيل مؤسسيه الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى) وعدد من الأحزاب الأخرى من بينها «الغد» و «الحرية»، لكنها لم تكتمل إذ انخرطت تلك الأحزاب في العمل معاً من دون إخبار لجنة شؤون الأحزاب بحل نفسها، وسرعان ما انشقت عنه، واستمر حزب المؤتمر بكيانه. وخاضت تلك الأحزاب الانتخابات البرلمانية العام 2015 بكياناتها. ولفت إلى أن قانون الأحزاب القائم وافٍ ولا يحتاج إلى أي تعديلات بخصوص ترتيبات جديدة للساحة سواء بالدمج أو التحالفات الانتخابية التي ينص عليها القانون أيضاً.

وأعلنت أحزاب مصرية في الأسابيع الأخيرة، سعيها إلى تشكيل تحالفات سواء ليبرالية وفق ما أكده حزب «الوفد»، أو تحالفات تسعى إلى تفعيل الحياة الحزبية وفق حزب «الحركة الوطنية» (يرأسه رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق)، وأخيراً «المحافظين» وهو حزب يميني وسطي، والذي أكد في بيان أول من أمس، أن الحزب يسعى إلى تشكيل «شراكة حزبية مع بعض الأحزاب التي يثق في تجرّدها». علماً أن المشاورات لم تخرج من الغرف المغلقة حتى الآن.

وانتقد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية مصطفى كامل السيد توجه الأحزاب السياسية إلى تشكيل تحالفات «غامضة» يغيب الحديث فيها عن البرامج الواضحة أو الخطط المعلنة، فيما تبدو كرد فعل على دعوة الرئيس للتعاون لتفعيل الحياة السياسية، متوقعاً أن تفشل تلك التحالفات وتتفتت أو تصبح غير ذات أثر.

وقال السيد لـ «الحياة»: «التحالفات السياسية إما أن تحصل بين أحزاب سياسية ذات توجه سياسي واحد فتندمج معاً سعياً إلى تحقيقه، أو تكون تحالفاً انتخابياً كما كان يحدث بين جماعة «الإخوان المسلمين» وحزب «الوفد» خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك بهدف حشد الأصوات وصولاً إلى البرلمان، أو تحالفاً لتشكيل حكومة كما يحدث في بلدان عربية. وأضاف أن «تصاعد الحديث حول تشكيل تحالفات في مصر أخيراً مختلف عن الحالات الثلاث التي تعرفها الأدبيات السياسية، كما أن البرامج غائبة عن الساحة والجميع يؤيد الرئيس ولا يسعى إلى تقديم رؤى مغايرة».