التاريخ: أيار ٢١, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
شغب في قفصة التونسية بعد مباراة كرة قدم
شهدت تونس أزمةً بدأت في أحد ملاعب كرة القدم في جنوب البلاد، لكنها سرعان ما خرجت عن السيطرة، وانتقلت إلى الشارع حيث حاول محتجون استخدام الضائقة الاقتصادية ورقة ضغط لتصفية حسابات رياضية.

وتظاهر مئات الأشخاص ليل السبت - الأحد في محافظة قفصة (جنوب) وأشعلوا إطارات مطاط وأغلقوا طرقاً احتجاجاً على ما اعتبروه انحيازاً في التحكيم وتدخلاً سياسياً في مباراة جمعت فريقَي «قوافل قفصة» و «اتحاد بن قردان» (كلاهما من الجنوب التونسي) لكرة القدم على ملعب رادس قرب العاصمة، وشهدت فوضى واسعة ومشادات وجدلاً حول التحكيم وتدخل مسؤولين سياسيين.

وغادر لاعبو «قوافل قفصة» الملعب إثر انتقادات وجِهت الى التحكيم قبل نصف ساعة من انتهاء المباراة، بينما كان الفريقان متعادلين بهدف لكل منهما، فأعلن الحكم نهاية المباراة، باعتبار أن الفريق الأول انسحب، بالتالي بقاءه للموسم الرابع على التوالي في الدرجة الثانية. ثم نزل مئات من مشجعي «قوافل قفصة» إلى الشارع في وقت متقدم ليلاً وأحرقوا إطارات وقطعوا الطريق في وسط قفصة التي غالباً ما تشهد اضطرابات اجتماعية، بسبب البطالة المرتفعة وللمطالبة بالتنمية.

وسرت أنباء عن اقتحام محتجين مقر إذاعة قفصة ورفع علم الجزائر في مقر الولاية، بينما قَلَب مشجعو «قوافل قفصة» شاحنة محمّلة بالفوسفات وسط الطريق للتعبير عن احتجاجهم من دون تسجيل إصابات. وهددوا بقطع إمدادات تلك المادة الحيوية بالنسبة إلى الاقتصاد التونسي.

وردد المتظاهرون هتافات ضد الحكم الذي يتهمونه بالانحياز الى «اتحاد بن قردان»، وضد رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، وديع الجريء الذي يتحدر من هذه المدينة المنجمية الحدودية مع ليبيا.

وعاد الهدوء أمس، إلى شوارع المدينة بينما دعا اتحاد كرة القدم الفريقين للاستماع إليهما اليوم، كما وجّه دعوة مماثلة إلى طاقم التحكيم، على أن يتخذ بعد ذلك قرار في شأن المباراة.

وتشهد كرة القدم التونسية غالباً أعمال شغب واتهامات بالفساد، إذ وجِهت الإثنين الماضي إلى 17 شرطياً تهمة الضلوع بوفاة أحد مشجعي النادي الأفريقي غرقاً أوائل نيسان (أبريل) الماضي.

وتعرضت غرفة النقل المباشر التابعة للقناة الرسمية «الوطنية» في آذار (مارس) الماضي، لاعتداء من قبل مشجعي فريق «النجم الساحلي»، على هامش مباراته مع «الأفريقي» في مدينة سوسة.

وأُصيب 38 شرطياً منتصف شباط (فبراير)، إثر رشقهم بقنابل دخانية وحجارة ومقاعد في مباراة بين «الترجي الرياضي» و «النجم الساحلي» في العاصمة.