التاريخ: أيار ٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
عشرات القتلى من قوات النظام في هجوم مضاد لـ «داعش» جنوب دمشق
في وقت باتت قوات النظام السوري على بعد خطوات من إحكام سيطرتها على الحجر الأسود (جنوب دمشق) وحصر تنظيم «داعش» الإرهابي داخل مخيم اليرموك الذي يتعرض لقصف جوي ومدفعي، أفيد بأن هجوماً مضاداً شنه «داعش» ضد مواقع النظام تسبب في مقتل العشرات.

وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام تمكنت من قطع الطريق الواصل بين مخيم اليرموك والحجر الأسود، إلا أن «داعش» شنّ خلال اليومين الماضيين هجمات مضادة ونجح في إعادة فتح الطريق. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تستمر عمليات الكر والفر لمقاتلي داعش منذ شن الهجوم، وأسفرت عن مقتل 31 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له، غالبيتهم في كمائن». وأضاف: «منذ السبت، تتقدم قوات النظام ببطء وإن كانت سيطرت على عدد من المواقع والمباني إلا أنها لم تحقق أي تقدم استراتيجي». ويسيطر «داعش» على نحو 80 في المئة من المخيم و40 في المئة من الحجر الأسود، فضلاً عن أجزاء من حيي القدم والتضامن.

يُعد «اليرموك» أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية، وكان يعيش فيه قبل الحرب 160 ألف شخص بينهم سوريون. وأجبرت الحرب التي وصلت منذ عام 2012 إلى اليرموك سكان المخيم الذي تعرض للحصار والدمار على المنفى مجدداً.

من جانبها، أوضحت مصادر محلية لـ «الحياة» استمرار الاشتباكات في شكل متفاوت، بين «داعش»، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، على محاور مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود، وسط قصف صاروخي متبادل.

وكانت سلسلة انفجارات هزت جنوب دمشق مساء الأحد، اثر تجدد القصف الجوي والبري على مناطق سيطرة «داعش»، وأفاد «المرصد» بأن مروحيات قصفت بالبراميل المتفجرة، على مناطق في الحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية والصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض– أرض.

في غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام إن القوات النظامية «أحكمت سيطرتها على مبان حكومية ومناطق سكانية في الجزء الشمالي من حي الحجر الأسود بعد تطهير الجزء الجنوبي من الحي». وأكدت «تقدم الجيش ضد تحصينات وبؤر التنظيمات الإرهابية شمال الحجر الأسود في اتجاه مخيم اليرموك». وذكرت أنه تم العثور على «شبكات طويلة من الأنفاق المتفرعة حفرها الإرهابيون تحت منازل المواطنين بهدف التنقل ونقل الذخيرة والاختباء من ضربات سلاحي المدفعية والطيران. كما تم العثور على ألغام أرضية ومواد شديدة الانفجار ومستلزمات طبية وأدوية».

إلى ذلك، أعلن مركز المصالحة الروسي في سورية، مغادرة 2556 من المسلحين وأقاربهم مخيم اليرموك جنوب دمشق. وقال في بيان، إنه خلال الـ24 ساعة الأخيرة، غادر 2556 من المسلحين وأقاربهم مخيم اليرموك عبر الممر الإنساني.

وأفادت «سانا» أمس بأن تجهيز الحافلات لنقل المسلحين وعائلاتهم من بلدات بيت سحم وببيلا ويلدا إلى شمال سورية استمرت أمس لليوم الخامس على التوالي. وأوضحت أن 40 حافلة دخلت إلى داخل بلدة بيت سحم تمهيداً لإجلاء دفعة جديدة إلى جرابلس. وأشارت إلى خروج مساء الأحد 62 حافلة ليصبح عدد الحافلات التي تم إخراجها في الأيام الأربعة الماضية 171 عبر ممر بلدة بيت سحم. وأكدت «أستمرار تلك العملية حتى الانتهاء من نقل جميع الإرهابيين الرافضين للتسوية لتبدأ بعدها عملية تسوية أوضاع الراغبين في البقاء بعد تسليم أسلحتهم وعودة مؤسسات الدولة إلى البلدات».

ولفت «المرصد» إلى دخول عشرات الحافلات، قارب عددها 42 حافلة وسيارة إلى بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا، تمهيداً لنقل الدفعة الخامسة نحو الشمال السوري، بعد أن خرجت 4 دفعات وصل تعدادها لنحو 6760 شخصاً من مقاتلين وعائلاتهم، وصل 5 آلاف منهم إلى ريف حلب، فيما وصل أكثر من 1750 منهم إلى إدلب.

ووصلت أمس الدفعة الرابعة من مهجري بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، إلى بلدة قلعة المضيق في شمال غربي مدينة حماة (وسط سورية). وتضم هذه الدفعة 62 حافلة تقل 1757 شخصاً تكفلت منظمات عدة بتأمين نقلهم إلى مراكز الإيواء التي سيقيمون فيها في إدلب. وأوضح ناشطون أن القافلة تضم حافلات عادية إضافة إلى نحو 30 حافلة نقل داخلي، إلا أن قوات النظام في نقطة التبادل رفضت السماح لباصات النقل الداخلي بالتوجه إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها ما اضطر بقية الحافلات للدخول إلى قلعة المضيق، وإنزال المهجرين، ثم العودة مرة أخرى لإدخال بقية الركاب.