التاريخ: أيار ٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
دمشق تعدّ لفتح جبهات جديدة وإسرائيل تطلب من موسكو مقايضة
موسكو، بيروت - سامر إلياس< «الحياة»، رويترز
بعدما اقترب النظام السوري من تأمين مناطق سيطرته وإجلاء معارضيه، يسعى مع حلفائه الروس والإيرانيين إلى فتح جبهات جديدة تتخطى اتفاق مناطق «خفض التصعيد»، ما ينذر بتصعيد مع الولايات المتحدة وحلفائها على الأرض، في وقت دخلت إسرائيل على الخط وطالبت روسيا بالأخذ في الاعتبار مصالح (تل أبيب) في سورية وإيران، مثلما رفضت تل أبيب الانضمام الى العقوبات الدولية ضد موسكو.

وعلى وقع تأهب قوات النظام السوري من جهة، وفصائل المعارضة في مدينة درعا (جنوب سورية) القريبة من الحدود الأردنية من جهة أخرى، عقد أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأردني أيمن الصفدي في مدينة سوتشي الروسية، اجتماعاً أظهر بوضوح الخلافات بين البلدين في شأن الوضع في جنوب سورية.

ولوحظ سجال بين الوزيرين في المؤتمر الصحافي المشترك، إذ كرر لافروف اتهاماته إلى الولايات المتحدة بتدريب إرهابيين في منطقة التنف، قائلاً: «أشياء غريبة تحصل في المنطقة حول التنف ومخيم الركبان التي أعلنها الأميركيون من جانب واحد منطقة تابعة لهم»، متهماً واشنطن بـ»تحضير الإرهابيين من أجل مواصلة الأعمال القتالية، على رغم اتفاقات وقف النار». لكن الوزير الأردني سارع إلى نفي نقل أي نوع من الأسلحة إلى الجنوب السوري، مؤكداً أن المساعدات الإنسانية تمر فقط عبر الأراضي الأردنية إلى سورية.

وفي ما بدا تلويحاً بالتراجع عن اتفاقات مناطق «خفض التصعيد» التي وصفها لافروف بـ «الموقتة»، قال: «المنطقة أُنشئت على أساس موقت، وانطلاقاً من تسوية المهمات المترتبة على هذه المناطق، وعندما سيكون من الممكن بدء العودة إلى الحياة الطبيعية، سيتم توقيف عملها. بالتأكيد، فإن نظام خفض التصعيد لا يشمل الإرهابيين الذين يجب القضاء عليهم وفقاً لقرار مجلس الأمن». في المقابل، أشاد الصفدي بأهمية المحادثات الأردنية - الروسية لكونها أنتجت اتفاقاً لوقف النار، خصوصا في الجنوب السوري، موضحاً: «في ما يتعلق بمسألة الحدود والمعابر، فإننا نتعامل مع الملف السوري بما يحقق مصلحتنا الوطنية، وحماية أمننا واستقرارنا، وبما يساهم في إعادة الأمن والاستقرار لسورية».

بالتزامن، كان لافتاً تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر مطلع قالت إنه مرتبط بالاستخبارات السورية، وجاء فيه أنه يجري الإعداد لـ «هجوم كيماوي» استفزازي جديد، بمشاركة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي)، في منطقة الحقل النفطي «الجفرة»، قرب القاعدة العسكرية الأميركية في محافظة دير الزور. وأضاف: «تخطط الاستخبارات الأميركية لعمل استفزازي باستخدام مواد محظورة على الأراضي السورية. ويقود العملية الإرهابي السابق في داعش ميشان إدريس الحمش. وتهدف إلى شن تمثيل هجوم كيماوي على المدنيين ونشره عبر وسائل الإعلام».

إلى ذلك، ذكّر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس روسيا بقرار حكومته عدم المشاركة في تطبيق العقوبات الغربية ضدها، مطالباً إياها بـ «رد الجميل» وانتهاج سياسة أكثر دعماً لمصالح إسرائيل في سورية وإيران. وقال في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» الروسية: «نقدر هذه العلاقات مع روسيا... حتى عندما ضغط علينا شركاؤنا المقربون في قضية العقوبات على روسيا، لم ننضم إليهم». وزاد: «نأخذ مصالح روسيا في الاعتبار، ونرجو أن تأخذ موسكو مصالحنا في اعتبارها هنا في الشرق الأوسط. ونتوقع تفهماً منها ودعمها عندما يتعلق الأمر بمصالحنا الحيوية».

ميدانياً، غادر أمس المئات من مقاتلي فصائل معارضة جنوب دمشق إلى شمال البلاد، تنفيذاً لاتفاق إجلاء أُعلن التوصل إليه قبل أيام، في وقت كثّفت قوات النظام السوري قصف المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم «داعش» في مخيم اليرموك والحجر الأسود، وأفيد بأنها نفذت عمليات نوعية تمكنت خلالها من شطر تلك المناطق وحصر التنظيم في مناطق محدودة. في الوقت نفسه، رفضت فصائل في مدينة حمص (وسط سورية) اتفاق الإجلاء الذي أُعلن مساء الأربعاء، وتمسكت بـ «القتال»، فيما بدأت أمس فصائل أخرى في المدينة بتسليم أسلحتها الثقيلة ضمن تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم برعاية روسية.