التاريخ: نيسان ١٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
القاهرة: رئيس الحكومة يتعهد ضمان الحريات في ظل الطوارئ
القاهرة – رحاب عليوة 
تعهد رئيس الحكومة المصرية المهندس شريف إسماعيل عدم تأثير الإجراءات الاستثنائية التي تفرضها حالة الطوارئ على الحريات العامة، وذلك خلال عرضه قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس إعلان الطوارئ، على البرلمان، الذي وافق بالغالبية على تطبيق الطوارئ.

وكان السيسي أعلن فرض حال الطوارئ بداية من أول من أمس السبت في ظل «الظروف الأمنية الخطيرة» التي تمر بها البلاد، لكن الدستور اشترط موافقة البرلمان على القرار لسريانه. والطوارئ حال يفرض إجراءات استثنائية ويمنح القوات الأمنية متمثلة في الجيش والشرطة سلطات واسعة لمواجهة الإرهاب.

وجدد إسماعيل أمس، التزام الحكومة «بألا يتم استخدام الإجراءات الاستثنائية التي يتضمنها قانون الطوارئ إلا بالقدر الذي يضمن التوازن بين الحريات العامة ومتطلبات الأمن القومي».

وأشار إلى أن التحديات الأمنية المتمثلة في مواجهة الإرهاب استدعت إعلان الطوارئ، مشيداً بعزيمة القوات المسلحة والشرطة في مواجهته ووقوف الشعب خلفهما، قائلاً: «العمليات الإرهابية هي محاولة يائسة بعد أن أفشلنا مخططاتهم... الحرب التي تخوضها قواتنا كشفت المعدن الأصيل للشعب المصري».

ونبه رئيس الحكومة إلى أن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتم فقط عبر المواجهات الأمنية، إذ لن تؤتي تلك العمليات ثمارها سوى بتحقيق تنمية شاملة، لافتاً إلى إطلاق الرئيس السيسي مشروع تنمية سيناء بكلفة مبدئية 275 مليار جنيه (الدولار نحو 17.50 جنيه).

وتطرق إلى الاقتراع الرئاسي، قائلاً: «كان مشهداً ديموقراطياً أكد للعالم تصميمنا على استكمال الديموقراطية ومواجهة الإرهاب، ونجحت القوات المسلحة والشرطة في تأمينه».

وتعد تلك المرة الثالثة التي يعلن فيها السيسي الطوارئ منذ نيسان (أبريل) الماضي بالتزامن مع الهجوم على كنائس في محافظتي الإسكندرية وطنطا (شمالي مصر)، وعادة ما يثير إعلان الطوارئ انتقادات معارضين بدعوى تأثيره في الحريات العامة.

وفيما وافق أكثر من ثلثي البرلمان على تمديد الطوارئ وهي النسبة التي يفرضها الدستور لتمريره، عارض بعض النواب القرار.

وقال عضو تكتل «25-30» المعارض في البرلمان النائب هيثم الحريري لـ «الحياة»، إن الإعلان الجديد للطوارئ الآن غير مفهوم ويمنح صورة سلبية عن الأوضاع الأمنية في مصر في وقت نحاول فيه تعافي السياحة باستئناف الطيران الروسي.

وحول خطر الإرهاب الذي استلزم وفق رئيس الحكومة إعلان الطوارئ، قال الحريري: «كان مقبولاً أن يتم إعلانه في نطاق مواقع معينة تشهد تحديات أمنية متزايدة مثل شمال سيناء أو بعض مناطق غرب مصر كالسلوم ومرسى مطروح في ظل أخطار تسلل عناصر إرهابية إلى مصر قادمة من ليبيا، لكن استمرار إعلانه فترة بعد أخرى من دون اللجوء إلى استفتاء شعبي كما ينص الدستور عند تمديده للمرة الثالثة، يجعلنا أمام إمكانية استمرار الطوارئ مرة أخرى لسنوات».

لكن عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان النائب يحيى الكدواني أكد ضرورة فرض حال الطوارئ طالما استمرت التحديات الأمنية وخطر الإرهاب، حتى إذا استلزم ذلك إعلانها مرات عدة. وأضاف: «الطوارئ لم تضيق على الحريات العامة، ولم تستهدف سوى الإرهابيين لذا لا مبرر للقلق منها أو رفضها».