التاريخ: نيسان ٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
العبادي يتحدث عن فشل إثارة الخلافات بين الجيش العراقي و «البيشمركة»
أربيل – باسم فرنسيس 
أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إفشال محاولات الشق بين الجيش الاتحادي و «البيشمركة» الكردية، في وقت كشف مسؤولون في وزارة «البيشمركة» عن عقد اجتماعات مع مسؤولين من وزارة الدفاع الاتحادية في حضور ممثلين عن «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، لتشكيل «غرفة عمليات مشتركة»، وإشراك القوات الكردية في إدارة الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، وهو ما حذّر منه نواب شيعة وتركمان، لافتين إلى أنه يعني «عودة التوتر ونشوب صراع قومي».

وقال العبادي خلال زيارته محافظة صلاح الدين أول من أمس: «بدأنا صفحة جديدة من صفحات التحدي بعد النصر والوحدة ونحن على يقين بأننا سننتصر في صفحة البناء والإعمار». وأكد أن «العراق اليوم بلد متقدم بعد أن كان العالم يتوقع أنه انتهى وتقسّم، ولكننا حين توحدنا وصمدنا حققنا معجزة النصر»، مشدداً على «فشل محاولات إثارة الخلافات بين الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة الذين وقفوا وقفة بطولية».

وأكد الأمين العام لوزارة البيشمركة الفريق جبار ياور في تصريحات أمس، أن «جولتين من المفاوضات دارتا منذ الأربعاء الماضي، بين الوزارة المحلية في حكومة إقليم كردستان، وقادة من الجيشين الأميركي والبريطاني لإحياء مشروع العمليات المشتركة في المناطق المتنازع عليها». وأضاف أن هناك «تفهماً من قبل التحالف في هذا الشأن»، لافتاً إلى أن «ممثلين من التحالف سيعقدون مشاورات مماثلة مع الحكومة العراقية لإحياء ذلك المشروع، نافيا حدوث اتفاق نهائي حوله».

وتشكل المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل أهم محاور الخلاف بين الجانبين منذ 14 عاماً، وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كيلومتر مربع.

وشدد زعيم «الجبهة التركمانية» النائب أرشد الصالحي في بيان، على أن «التفكير بإعادة نشر البيشمركة، يعني نشر الفوضى في المناطق المختلطة عرقياً والمختلفة سياسياً». ودعا الحكومة الاتحادية إلى «عدم الرضوخ للضغوط الفرنسية والأميركية لإنشاء غرفة تنسيق مشتركة بين الجيش العراقي والبيشمركة والقوات الأميركية».

ورفض النائب عن أقلية «الشبك» في محافظة نينوى حنين القدو الخطوة أيضاً، قائلاً إن «التجارب أثبتت أن قوات البيشمركة كانت غير قادرة على الحفاظ على أمن تلك المناطق قبل احتلال داعش لها وبعد احتلالها في حزيران (يونيو) عام ٢٠١٤. ودعا القائد العام للقوات المسلحة إلى تحرير الوحدات الإدارية من البيشمركة التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني)، التي ما زالت ترفض الانسحاب من قضاء الشيخان وأجزاء كبيرة من قضاء الحمدانية»، مشدداً على أن «قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي قادرون على حماية كل الأراضي من الجماعات الإرهابية ومطاردة فلول الدواعش أينما كانوا».

وحذر النائب عن ائتلاف «دولة القانون» منصور البعيجي من أن عودة البيشمركة «ستعقد الوضع القائم وتزيد الأمر سوءاً، في ظل رفض المكونين التركماني والعربي في محافظة كركوك، وذلك نتيجة تعرضهما لانتهاكات، وتهجير وتهميش وسوء معاملة من قبل البيشمركة عندما كانت تسيطر على المحافظة»، مؤكداً أن «لا مبرر لإعادة انتشارها مجدداً بعدما فرضت سلطة القانون والدستور من قبل القوات الاتحادية».

إلى ذلك، صعّدت مجموعات مسلحة من بقايا تنظيم «داعش» و «الرايات البيض» أخيراً من هجماتها في محافظة كركوك وأطرافها والطرق المؤدية إلى محافظات مجاورة، حيث طاولت عناصر أمنية ومدنيين، وسط هواجس من عودة نشاط التنظيم، ما دعا الجيش و «الحشد» إلى تنفيذ عملية عسكرية ضد معاقل مفترضة للمسلحين.

وأفادت مصادر أمنية أمس، بأن «قوات مشتركة أحبطت هجوماً لداعش كان يستهدف خط نقل النفط الخام من حقول كركوك إلى مصفاة بيجي في صلاح الدين».