التاريخ: آذار ١٣, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
القوات النظامية تحكم الحصار على حرستا
دوما (سورية)، عمان، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز 
ضيّقت القوات النظامية السورية الخناق على ما تبقى من بلدات خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، التي لطالما شكلت هدفاً لدمشق، خصوصاً وأنها تُعدّ إحدى بوابات العاصمة.

وبعد انتصارات ميدانية في كافة أنحاء البلاد، صبت قوات النظام كامل تركيزها على الغوطة، لتبدأ في 18 شباط (فبراير) حملة جوية عنيفة ترافقت في وقت لاحق مع هجوم بري تمكنت بموجبه من السيطرة على نحو 60 في المئة من مساحة هذه المنطقة المحاصرة. واستكملت قوات النظام أمس، تقدمها في اتجاه مناطق أخرى أقرب من دمشق. وبعد فرض سيطرتها على مديرا أول من أمس، استخدمت قوات النظام هذه البلدة كنقطة انطلاق في اتجاه حرستا وعربين، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن الغارات الجوية تركزت على البلدتين الواقعتين غرب الغوطة بمحاذاة دمشق. وأوضح «المرصد» أن حرستا التي تسيطر قوات النظام على جزء منها باتت «معزولة بشكل كامل ومطوقة من أربع جهات».

وتمكنت قوات النظام قبل يومين من تقسيم الغوطة إلى ثلاثة أجزاء، وهي: دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة «جيش الإسلام»، حرستا غرباً حيث تتواجد «حركة تحرير الشام»، وبقية المدن والبلدات جنوباً ويسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن» مع تواجد محدود لـ «هيئة فتح الشام».

في مدينة دوما كبرى مدن المنطقة، استغلّ المدنيون فترة الهدوء صباح أمس، ليخرجوا من الأقبية ويتفقدوا منازلهم ويحضروا منها بعض الحاجيات. وشوهد سكان يسيرون بين ركام الأبنية المدمرة، منهم من يشتري الخضار من متجر محلات قليلة فتحت أبوابها وآخرين وقفوا في طابور أمام متجر لشراء اللحم، قبل أن تعود الطائرات لقصف المنطقة.

وحذّر المجلس المحلي في دوما الذي تديره المعارضة من أن المدينة تواجه «وضعاً كارثياً» مع تحولها لملاذ لآلاف الفارين أمام تقدم القوات النظامية. وأضاف في بيان أمس، أن آلاف الأسر تمكث الآن في العراء بالشوارع والحدائق العامة بعد امتلاء الأقبية والملاجئ بالفعل بما يفوق طاقتها.

وجاء في البيان: «بعد أكثر من عشرين يوماً على الحملة الهمجية والإبادة الجماعية في الغوطة، ما أدى إلى تردي الوضع الإنساني والغذائي إلى مستوى كارثي، إننا في المجلس المحلي لمدينة دوما نوجه نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية عامة لرفع المعاناة عن الأهالي في مدينة دوما». وذكر المجلس أن الضربات الجوية المكثفة أدت لتوقف دفن القتلى في مقبرة المدينة. ودُفن ما لا يقل عن 70 شخصاً في متنزه عام في دوما، فيما زادت الضربات الجوية من صعوبة الوصول إلى المدافن على مشارف المدينة.

وأشار سكان إلى أن عشرات الأشخاص لا يزالون مدفونين أحياء تحت الأنقاض، في ظل عدم تمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليهم بسبب شدة الغارات. وأضافوا، أن خسارة ما تبقى من الأراضي الزراعية لصالح القوات النظامية سيفاقم محنة المدنيين. وحذّرت الأمم المتحدة من مجاعة مرتقبة إذا لم تصل المساعدات للمنطقة التي تصلها الشحنات الدولية في شكل متقطع ويعرقلها النظام.

ومنذ بدء الحملة العسكرية ضد الغوطة، قُتل جراء قصف قوات النظام 1144 مدنياً على الأقل، بينهم 240 طفلاً، وفق ما وثق «المرصد». وتستهدف الفصائل المعارضة في المقابل مدينة دمشق بالقذائف، وإن كانت تراجعت الوتيرة تدريجياً مع تقدم قوات النظام في المنطقة. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مقتل مدنيين إثنين جراء قذيفة أطلقتها الفصائل التي تصفها بـ «تنظيمات إرهابية» على حي الكباس في دمشق.

وتبنّى مجلس الأمن الشهر الماضي قراراً يطلب وقفاً للنار في سورية لمدة 30 يوماً «من دون تأخير». إلا أن روسيا رعت هدنة مؤقتة في الغوطة منذ نحو أسبوعين تسري يومياً لخمس ساعات فقط.