التاريخ: آذار ٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
لبنان: 706 مرشحين لـ 128 مقعداً نيابياً قبل يوم من الإقفال
يقفل باب الترشح للانتخابات النيابية اللبنانية منتصف ليل اليوم. وبلغ عدد المرشحين حتى آخر دوام أمس، وقبل اليوم الأخير من مهلة الترشح، 706 مرشحين للتنافس على 128 مقعداً. واعتباراً من الغد ستتكثف المشاورات حول التحالفات الانتخابية التي يفترض أن تحسم قريباً.

والتقى رئيس الحكومة سعد الحريري ليل أمس، وزير الإعلام (القوات اللبنانية) ملحم رياشي في حضور وزير الثقافة غطاس خوري وبحث معه في موضوع التحالفات. وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع استبق اللقاء، مكرراً خلال لقائه وفداً من رؤساء المراكز في منطقة زحلة أن «هذه الانتخابات مصيرية والقانون دقيق جداً، وعلينا رص الصفوف لمواجهة محاولات العزل التي تحاك ضدنا».

والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفد «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» برئاسة النائب السابق عدنان طرابلسي الذي لفت إلى أن «هذه الزيارة أثمرت عن تعاون مع الرئيس بري وسنترجم ذلك في الأيام المقبلة على الأرض».

وحسمت «الجماعة الإسلامية» موقفها بعدم الترشح على لائحة الوزير السابق فيصل كرامي في دائرة الشمال الثانية (طرابلس- الضنية- المنية) بسبب ضم لائحته مرشحاً عن «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش). وعلمت «الحياة» أن كرامي تبلّغ ليل أول من أمس، رفض الجماعة أن تكون مع «الأحباش» على لائحة واحدة. وهي تدرس حالياً إمكان تشكيل لائحة بالتعاون مع بعض المجموعات الإسلامية لخوض الانتخابات في دائرة الشمال الثانية.

كما حسم الحزب «السوري القومي الاجتماعي» أمره وقرر ترشيح النائب السابق غسان أسد الأشقر لأحد المقاعد المارونية في المتن الشمالي من ضمن تحالف «التيار الوطني الحر» وحزب «الطاشناق». وتبيّن أن المرشح عن المقعد الماروني في المتن الشمالي رازي الحاج هو نجل وديع الحاج خلافاً لما نشرته «الحياة» من أنه نجل الرئيس السابق لـ «حزب الكتائب» اللبنانية منير الحاج. وأكد مكتبه الإعلامي أنه «على علاقة احترام مع جميع المكونات السياسية في قضاء المتن وتحالفاته تنبع من قناعات ورؤية سياسية».

واعتبر الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري أمام كوادر «شباب المستقبل» في ورشة عمل بعنوان «الانتخابات النيابية 2018: الشباب ينتخب»، بالتعاون مع مؤسسة «فريدريش نومان» أن «هذا الاستحقاق ليس استحقاقاً بارداً، بل هو استحقاق مصيري بعد كل ما تعرض له التيار من اغتيالات وتفجيرات وتشويه للسمعة». وقال: «لا أحد يستطيع تركيعنا، لأننا على حق ولا يوجد في رقبتنا أي نقطة دم. ونعول ضمن الماكينة الانتخابية، كثيراً على البرنامج الذي ستتدربون عليه اليوم». وأضاف: «كمسؤول عن الماكينة الانتخابية أقول لكم لا تتركوا بيتاً إلا وزوروه وتحدثوا مع أهله وقولوا لهم أن المستقبل بقيادة الرئيس سعد الحريري يقول لكم أننا نريد أن ننتصر في 7 أيار لمنطق الدولة وليس لمنطلق السلاح».

السنيورة لن يترشح: قناعاتي لا تتفق مع مبادئ قانون الانتخاب ومتطلباته

أعلن أمس، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عزوفه عن خوض الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، خلال مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي، معتبراً أن قناعاته «لا تتفق مع المبادئ والمتطلبات السياسية والأُسس التي قام عليها قانون الانتخاب الحالي، والذي بنظري يتعارض مع الدستور في طريقة تشكيل وتقسيم الدوائر الانتخابية، ما يجعله الأقرب إلى ما سمي خطأ «القانون الأرثوذوكسي»، وبسبب طريقة الانتخاب التي تعتمد على الصوت التفضيلي، واللوائح المقفلة التي تحرم المواطن حرية الاختيار، بما يسيء إلى ديموقراطية الانتخابات، ويهدد الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ويقسِّمُ البلاد إلى وحدات طائفية، بما يزيد من حدة الصراع بين المرشحين بداخل اللوائح الواحدة، ويؤدي إلى فوز الأكثر تطرفاً في دوائرها».

وقال السنيورة: «إن الرئيس سعد الحريري كان تمنى علي أن أترشح للانتخابات عن صيدا، غير أني قررتُ العزوف عن خوض الانتخابات وفق القانون الجديد». ولفت إلى أن «هذا القرار لا يعني أبداً انفصالاً عن «تيار المستقبل»، وسأستمر ناشطاً في الشؤون الوطنية والقومية، وفي الدفاع عن استعادة الدولة القادرة والعادلة لدورها ولسلطتها الواحدة والوحيدة، واستعادة اعتبارها وهيبتها».

واستعاد السنيورة محطات مفصلية في عمله السياسي، «انطلاقاً من العمل العام إلى جانب أخي وصديقي رفيق الحريري منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، مروراً بتولي منصبَ وزير الدولة لشؤون المال وبعدها وزيراً أصيلاً للمال في حكوماته جميعاً، وأعتزّ بكل جهد بذلته في تلك الوزارة على رغم كل العراقيل والإرغامات، والانسدادات التي وُوجهتُ بها ووُوجهتْ بها جميع حكوماتِ الرئيس رفيق الحريري».

ثم تحدث عن مرحلة ما بعد «استشهاد الرئيس رفيق الحريري المهول والمزلزل»، وتوليه رئاسة الحكومة و «أَقبلتُ على العمل واضعاً نصب عيني هدفاً أساسياً هو الحفاظُ على لبنان ودولته ومؤسساتها، وحق اللبنانيين في العيش بحرية وكرامة». وعدد إنجازات أبرزها «إقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وقيام العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الشقيقين والجارين لبنان وسورية. وسعيت، من أجل ترسيم الحدود بين البلدين، وهو ما أكّده القرار 1680 وإن كان الترسيم لم يتحقق بعد، ونجحْنا بداية في إنقاذ الجمهورية والحفاظ عليها من السقوط والحفاظ على وحدة مؤسسات الدولة ومنع إسقاط الحكومة بعد مغادرة بعض الزملاء لمجلس الوزراء ومحاصرة السراي وإقفال المجلس النيابي 18 شهراً، وفي إحباط مخططات إسرائيل ومنعناها من الانتصار على لبنان ومقاومته وشعبه في العام 2006، بفضل نجاحنا في تثبيت الوحدة الوطنية في وجه إسرائيل. وتمكنا من نشر الجيش في الجنوب بعد غيابٍ 30 سنة واستصدار القرار 1701 الذي يساهم إسهاماً أساسياً في حماية لبنان إلى جانب الجيش اللبناني من دون الحاجة إلى تدخل أي جهاتٍ أُخرى».

وتحدث عن مرحلة «إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي بأموال المساعدات من الدول العربية الشقيقة والصديقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والعراق ومصر ومن الخزينة اللبنانية. ونجحنا في أن نحقق ولمدة 3 سنوات متتالية 2007- 2009 أعلى نسبة نمو اقتصادي في تاريخ لبنان بلغت أكثر من 8.5 في المئة سنوياً».

وأشار إلى مشروع قانون مراجعة وتدقيق جميع حسابات الدولة من قبل واحدة أو أكثر من المؤسسات الدولية للتدقيق ووفقاً للقواعد الدولية للتدقيق، الذي أحالته حكومته على البرلمان ولا يزال المشروع قابعاً في أدراجه إلى الآن».

ولفت السنيورة إلى «سنوات قاسية اشتدّ بعدها وتصاعد النهم نحو استتباع إدارة الدولة اللبنانية وتراجع مستويات الولاء للدولة لمصالح الأحزاب والطوائف والميليشيات ما يفاقم مستويات الفساد والإفساد». وقال: «لكني لم أتراجع عن اقتناعاتي ولم أتزحزح عن إخلاصي لوطني وتمسكي بمبدأ وحدة الدولة ومبدأ الدفاع عن سيادتها وسلطانها على مؤسساتها». وتحدث عن فشل في «منع سيطرة وتمدد السلاح غير الشرعي، خصوصاً بعد التدخل العسكري لحزب الله في بيروت عام 2008».

وأشار إلى تجربته النيابية عن مدينة صيدا إلى جانب «زميلتي بهية الحريري»، ورئاسته لكتلة المستقبل النيابية ومأسسة الكتلة. ورأى أن قناعاته «لا تتفق مع الخطوات المطلوب القيام بها بعد الانتخابات المقبلة ومنها بعض التحالفات المرحلية، للفوز في الانتخابات المقبلة».

ولفت في رده على أسئلة الصحافة إلى «أن قانون الانتخاب فيه مطبات عديدة، لأن عملياً ما سيحصل أن كل نائب في كل لائحة وكأنه يحمل خنجراً يطعن به زميله، ليس فقط خصمه. هذا من ضمن الأمور التي لا أريد عبرها أن ألعب هذه اللعبة».

وتمنى السنيورة على «كل شخص يذهب إلى الانتخابات أن يضع مصلحة لبنان أولاً وان نكون بحال تلاؤم مع محيطنا العربي».