التاريخ: شباط ٢٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
قوات نظامية تدخل أحياء كردية في حلب بعد توجّه مقاتلي «الوحدات» إلى عفرين
بيروت، أنقرة – «الحياة»، رويترز 
أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية دخول قوات نظامية سورية إلى أحياء كانت خاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد في حلب، بعد توجه جزء منهم للقتال إلى جانب «الوحدات» ضد القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحر» في عفرين شمال غربي البلاد. وتزامن ذلك مع إعلان تركيا عن استهداف قافلة كانت تقل «مقاتلين وأسلحة» من حلب في اتجاه عفرين أمس، في حين أكّدت «الوحدات» أنها كانت تنقل مدنيين ومعهم طعام وأدوية.

وفي أول تأكيد كردي على دخول قوات نظامية أحياء كانت خاضعة للأكراد في حلب، قال قائد «الوحدات» في المنطقة فرات خليل إن «وحدات حماية الشعب والمرأة في حلب توجهت إلى إقليم عفرين، لذلك وقعت الأحياء الشرقية من مدينة حلب تحت سيطرة النظام السوري».

من جهتها، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر ميداني قوله إن «الوحدات» الكردية سلّمت مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي إلى القوات النظامية. وأضاف المصدر أن «الجيش السوري سيدخل تل رفعت خلال الساعات المقبلة بعد مطالبات من وحدات الحماية الكردية»، مؤكداً أن «وحدات الحماية قامت بتسليم الجيش السوري عدداً من الأحياء في مدينة حلب بعد أن كانت تسيطر عليها».

وكان الأكراد نفوا أول من أمس تقريراً لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكّد بدء انتشار قوات نظامية داخل أحياء خاضعة لسيطرة الأكراد في القسم الشمالي من مدينة حلب، والمتمثلة بأحياء الشيخ مقصود وبستان الباشا والإنذارات والهلك والحيدرية والشقيف وبني زيد والسكن الشبابي.

في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي في بيان أمس، استهداف قافلة تضم ما بين 30 و40 سيارة لمقاتلي «الوحدات» أثناء اقترابها من بلدة رئيسة في عفرين، مضيفاً أن المدفعية استهدفت القافلة التي «تقلّ إرهابيين وأسلحة وذخائر». من جهتها، لفتت «الوحدات» الكردية إلى أن القافلة التي وصلت عفرين في وقت متأخر من ليل الخميس، كانت تنقل مدنيين من منطقة الجزيرة الواقعة إلى الشرق، ومن بلدات أخرى تحت سيطرة القوات الكردية.

وقال الناطق باسم الوحدات في عفرين بروسك حسكة إن القافلة كانت تضم مئات. وأدى القصف لاشتعال النار في بعض السيارات ومقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن عشرة آخرين، مضيفاً أن «القافلة كانت متجهة لعفرين للتضامن مع أهالي عفرين وكانت تحمل مساعدات مكونة من أغذية ومواد طبية». وكانت «الوحدات» ناشدت النظام إرسال قوات إلى عفرين، مشيرة إلى أن المقاتلين الموالين لدمشق انتشروا على الخطوط الأمامية للمساعدة في صد هجوم تركي، لكن من الضروري الحصول على دعم من الجيش السوري ذاته.

 

اسراتيجيا جديدة وصولاً إلى شرق الفرات

في غضون ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل عملية «غصن الزيتون» شمال غربي سورية «باستراتيجية جديدة بعد محاصرة مركز عفرين في أقرب وقت». وقال أردوغان في كلمة خلال اجتماع رؤساء أفرع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في أنقرة أمس، إنه «تم تحييد ألف و873 إرهابياً والسيطرة على مساحة تقارب 415 كيلومتراً» في إطار «غصن الزيتون» التي أطلقها الجيش التركي مع «الجيش السوري الحر» ضد المقاتلين الأكراد.

وأضاف: «سنواصل عملية غصن الزيتون باستراتيجية جديدة بعد محاصرة مركز مدينة عفرين في أقرب وقت وقطع ارتباط الإرهابيين بالخارج»، معرباً عن توقعه بحصول تقدم أسرع في العملية في المرحلة المقبلة بعد أن تم تطهير معظم التلات الاستراتيجية في المنطقة من الإرهابيين».

وزاد أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» أمس، قائلاً: سيمر هذا الصيف حامياً على التنظيم الإرهابي (الوحدات الكردية) وداعميه، وسنطهّر منبج من الإرهابيين أولاً بعدها سنواصل طريقنا من دون توقف إلى حين تأمين شرقي الفرات بالكامل. وأشار إلى أن سكان عفرين من العرب والأكراد والتركمان «ممتنون جداً لاستتباب الأمن والاستقرار في مناطقهم المحررة من الإرهابيين على يد تركيا»، متوعداً بـ «تطهير المنطقة من الإرهابيين في أقرب وقت، وإعادة مئات الآلاف من سكانها الموجودين في تركيا إلى بلادهم».

وانتقد الرئيس التركي بشدة تصريحات صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية أشارت إلى سقوط ضحايا مدنيين في الهجوم التركي على عفرين، متهماً إياها بنقل «أخبار كاذبة وخاطئة، وانزعاجها من عملية غصن الزيتون التي تجري ضد الإرهابيين، في حين لم تبد أي انزعاج حيال مقتل مئات المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ يومياً في الغوطة الشرقية».

وأكد أردوغان أن الجيش التركي «يبدي حرصه» على «عدم إلحاق الضرر بأي مدني، الأمر الذي أدى إلى إطالة مدة عملية غصن الزيتون»، وتابع مضيفاً: «لو لم نفرق بين الإرهابيين والمدنيين، لكانت العملية العسكرية في عفرين منتهية منذ وقت طويل».

ميدانياً، حققت قوات «غصن الزيتون» تقدماً جديداً على محور جندريس، وتمكنت من السيطرة على قرية بافلور غرب عفرين، إثر معارك مع «الوحدات» الكردية. وتبعد هذه القرية نحو 1,5 كيلومتراً من جندريس وتُعد بوابتها من الناحية الشمالية. وتزامنت المعارك مع قصف مدفعي وجوي تركي على مواقع «الوحدات» الكردية في المنطقة.