التاريخ: شباط ٧, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
إحالة داعين لولاية خامسة لبوتفليقة على اللجنة التأديبية للحزب الحاكم
الجزائر - عاطف قدادرة 
فعّل الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» الجزائري (أكبر كتلة في البرلمان) جمال ولد عباس أمس، لجنة التأديب الحزبية، وأحال إليها النائب بهاء الدين طليبة الذي ادعى قيادة «تنسيقية» داعمة لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة. ونقلت مصادر داخلية غضب ولد عباس الشديد من مبادرة النائب وكلامه عن عملية «تصفية حسابات» ضده، يقف خلفها قياديون سابقون.

وأحال ولد عباس النائب طليبة على لجنة التأديب، مباشرة بعد إطلاقه أمام وسائل إعلام محلية «تنسيقية وطنية لدعم الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة»، بينما كان لافتاً التحاق «المنظمة الوطنية للزوايا» الدينية بمبادرة النائب على رغم علمها بتحفظات «جبهة التحرير الوطني».

وأبلغ مسؤول في «الجبهة» في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، صحافيين بأنهم مدعوون لحضور تنصيب لجنة التأديب ضد طليبة. وقال مصدر حزبي لـ «الحياة» إن لجنة التأديب كانت ستدرس الملف في شكل مغلق، إلا أن ولد عباس أمر بدعوة الإعلام لحضور العملية.

وكان طليبة الذي يشغل مركز عضو اللجنة المركزية للحزب، دعا بوتفليقة للترشح لولاية خامسة، معلناً عن تأسيس تنسيقية وطنية لدعم ذلك، كما أعلن عن أسماء قال إنها ستكون ضمن التنسيقية منهم رؤساء حكومة سابقين كعبد المالك سلال وعبدالعزيز بلخادم، إضافة إلى شخصيات حكومية سابقة ومستقلين من بينهم شكيب خليل وعمار سعداني وعبدالمجيد سيدي سعيد والهادي ولد علي ومصطفى رحال والعيد بوحجة وحميد قرين ونوري عبدالوهاب وعبدالقادر والي.

وذكرت مصادر مأذونة أن غضب ولد عباس سببه عدم وثوقه في نوايا المبادرة، لا سيما بوجود اسم الأمين العام السابق لـ «الجبهة» عمار سعداني ضمن القائمة. يُذكر أن سعداني الذي استقال من قيادة الحزب منذ سنة ونصف السنة، يرتبط اسمه كثيراً ببهاء الدين طليبة، ما دفع ولد عباس إلى الظن في أن دعوة الأخير لإنشاء تلك التنسيقية «ما هي إلا مناورة من خصمه سعداني للعودة إلى قيادة الحزب باستعمال الولاية الخامسة كمطية».

وعمد النائب المثير للجدل في مبادرته إلى «توريط» سياسيين فلا يجدون سبيلاً لمعارضة دعم الرئيس، محتمياً بشبكة علاقاته وجوهر دعم الولاية الخامسة، التي تحرج مَن يعارضها، في حين يحتمي ولد عباس بالشرعية الحزبية وعلاقته المتشعبة بمحيط الرئيس.

على صعيد آخر، بدأت الحكومة الجزائرية مناقشة إلغاء سياسة الدعم المباشر للمواد الواسعة الاستهلاك، والتحضير لنظام جديد يستهدف مباشرةً الطبقة المستحِقة للدعم. وقال وزير التجارة الجزائري محمد بن مرادي إن الدعم سيوجَه للأشخاص المعنيين مباشرةً، مقترحاً أن يكون من طريق منحهم صكوكاً، كما سيُصنَّفون في شكل يكون فيه حجم الدعم متوافقاً مع مستوى دخلهم. وتحدث عن إمكانية رفع أسعار الخبز، مؤكداً أن الدولة لا تريد المساس بسعر هذه المادة تارةً وتساند الخبازين تارةً أخرى لأن هامش ربحهم ضعيف.

«الولاية الخامسة» لبوتفليقة تطلق سجالاً داخل حزبه

آخر تحديث: الثلاثاء، ٦ فبراير/ شباط ٢٠١٨ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)الجزائر - عاطف قدادرة 
أوقعت تصريحات النائب عن حزب «جبهة التحرير الوطني» الجزائري (صاحب أكبر كتلة برلمانية) بهاء الدين طليبة، زملاءه في الكتلة في خلافات وسجال كلامي، بعدما كشف أسماء ادعى أنها تدعم ما سماه «التنسيقية الوطنية لمساندة الولاية الخامسة لرئيس الجمهورية» عبدالعزيز بوتفليقة. وكان لافتاً أن كتلة «الجبهة» في البرلمان سارعت إلى التبرؤ من المبادرة، التزاماً بتوصيات الأمين العام جمال ولد عباس عدم الخوض في هذا الملف إلى حين بروز مؤشرات جديدة.

ولم تكد تمر 24 ساعة على إعطاء الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، توجيهاته للمحازبين بعدم الخوض في ملف الولاية الخامسة لرئيس الجمهورية، ليخرج النائب المثير للجدل بهاء الدين طليبة بتصريحات مناقضة يكشف فيها أسماء وازنة على الساحة السياسية ادعى أنها تدعم «تنسيقية مساندة الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة». وتضم قائمة الأسماء التي أعلن عنها طليبة، كلاً من رئيس الحكومة السابق عبدالمالك سلال والأمين العام السابق للحزب عمار سعداني، وحتى رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، ورئيس الحكومة السابق عبدالعزيز بلخادم، ووزير الطاقة السابق شكيب خليل، والأمين العام لاتحاد العمال عبدالمجيد سيدي سعيد، إضافة إلى وزراء حاليين وسابقين، من بينهم الهادي ولد علي ومصطفى رحال والعيد بوحجة وحميد قرين ونوري عبدالوهاب وعبدالقادر والي وجمال بوراس، ممثلاً عن الجالية الجزائرية في فرنسا، والنائب سعيدة بوناب ممثلةً المرأة.

وكان مستغرباً أن يسارع رئيس الحكومة السابق عبدالعزيز بلخادم، إلى نفي علمه بـ»التنسيقية»، ما زاد من التساؤلات حول ما يجري داخل «جبهة التحرير الوطني»، إلا أن الواضح في المبادرة أنها تكشف عن خلاف عميقة داخل أجنحة الحزب العتيد، تغذّيه مسألة الولاية الخامسة، فكلا الطرفين يدافع بقوة عن ترشح الرئيس لولاية جديدة، إلا أن الجهر بالدعوى إليها أو انتظار إشارات جديدة، يشكل جوهر الاختلاف بينهما.

وعمّق بيان أصدرته الكتلة البرلمانية لحزب بوتفليقة أمس، الخلاف، بعدما تبرأت من كلام النائب طليبة معلنةً التزامها تعليمات الأمين العام للحزب وتوجيهاته، بوجوب الانضباط والعودة إلى القيادة في الاختيارات الكبرى لضمان وحدة الموقف وإبراز التوافق بين القيادة والكوادر على كل المستويات.

وقال طليبة إن «التنسيقية» عقدت اجتماعات حول «هذا الموضوع في حضور شخصيات سياسية وحزبية وقانونية وحتى إعلامية»، مشيراً إلى أنها بدأت عملها لوضع «خريطة طريق مستقبلية، كما وضِع تصور هيكل تسيير هذه التنسيقية مع تعيين بعض اللجان، وخلال الأيام القليلة المقبلة ستُعقد اجتماعات تنظيمية أخرى لوضع اللمسات الأخيرة للمشروع»، معلقاً على احتمال احتجاج الأمين العام بالقول: «لا يمكن لولد عباس أو غيره ممَن يتولون مراكز مسؤولية في الدولة، التخلف عن قطار الولاية الخامسة، ومن فاته القطار عليه أن يرجع أدراجه».

على صعيد آخر، توفي بن مصطفى بن عودة الذي عُرف باسم «عمار» وكان بين 22 شخصية فجّرت حرب التحرير الجزائرية التي انتهت باستقلال الجزائر عام 1962 في مستشفى بلجيكي عن عمر ناهز 93 سنة، وفق ما أعلن التلفزيون الجزائري أمس.

وعمار بن عودة واسمه الحقيقي بن مصطفى بن عودة من مواليد عنابة (شرق) في العام 1925 وهو أحد 3 كانوا على قيد الحياة وشاركوا مع 19 آخرين في اجتماع جرى في النصف الثاني من حزيران (يونيو) 1954 اتُخذ خلاله قرار اللجوء إلى العمل المسلح لمواجهة الاحتلال الفرنسي.