التاريخ: كانون ثاني ١٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
دمشق ردّاً على تيلرسون: مصممون على إنهاء الوجود غير الشرعي
واشنطن، لندن – «الحياة»، أ ف ب
هاجم النظام السوري الإدارة الأميركية على خلفية إعلانها أن سياستها المستقبلية في سورية، تقوم على وجود عسكري أميركي مفتوح الأمد بهدف مواجهة نفوذ إيران ودفع الرئيس بشار الأسد خارج السلطة.

وردّت وزارة الخارجية السورية على خطاب ألقاه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، مؤكدة أن الوجود العسكري الأميركي «غير شرعي ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي واعتداء على السيادة الوطنية»، مضيفة أنه «يهدف إلى حماية تنظيم داعش الذي أنشأته إدارة (الرئيس السابق) باراك أوباما».

وأفادت في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، بأن الحكومة السورية «ستواصل حربها من دون هوادة على المجموعات الإرهابية بمختلف مسمياتها حتى تطهير كل شبر من التراب السوري من رجس الإرهاب»، مضيفة: «ستواصل العمل بنفس العزيمة والتصميم حتى تحرير سورية من أي وجود أجنبي غير شرعي».

وأكد البيان أن دمشق «ليست بحاجة إلى دولار واحد من الولايات المتحدة لإعادة الإعمار لأن هذا الدولار ملطخ بدماء السوريين وهي أصلاً غير مدعوة للمساهمة في ذلك لأن سياسات الإدارة الأميركية تخلق فقط الدمار والمعاناة». ويهدف الخطاب الذي ألقاه تيلرسون الأربعاء، إلى تحديد استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سورية، في وقت واجه هذا الأخير اتهامات من العديد من المراقبين بأنه لا يملك استراتيجية في هذا البلد، مع اقتراب انتهاء الحرب على «داعش» والتقدم الذي يحرزه النظام السوري على معارضيه بمساعدة روسيا وإيران.

وأكد «أنه أمر حاسم لمصلحتنا الوطنية أن نحافظ على وجود عسكري وديبلوماسي في سورية». وأشار إلى أن «الهدف الأول للمهمة العسكرية سيبقى متمثلاً بمنع داعش من الظهور مجدداً»، لافتاً إلى أن «إحدى قدمَي التنظيم باتت في القبر، ومن خلال الحفاظ على وجود عسكري أميركي في سورية، ستُصبح له قدَمان» في القبر. ودعا إلى عدم «ارتكاب الخطأ نفسه كما في عام 2011» عندما «سمح الخروج المبكر من العراق لتنظيم القاعدة بأن يبقى على قيد الحياة» في هذا البلد.

وبحسب وزير الخارجية الأميركي، فإن «عدم الالتزام من جانب الولايات المتحدة» من شأنه أن يوفر لإيران «فرصة ذهبية من أجل أن تعزز في شكل إضافي مواقعها في سورية». وأضاف: «يجب أن نتأكد من أن حل هذا النزاع (السوري) لن يسمح لإيران بالاقتراب من هدفها الكبير وهو السيطرة على المنطقة»، محذراً من أن «الانسحاب التام» للأميركيين من سورية «في هذه المرحلة سيساعد الأسد على مواصلة تعذيب شعبه».

وشدد تيلرسون على أن قيام «سورية مستقرة وموحدة ومستقلة يتطلب بنهاية المطاف قيادةً لما بعد الأسد»، معتبراً أن «رحيل» الرئيس السوري في إطار عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة «سيخلق الظروف لسلام دائم».

وستستضيف الأمم المتحدة جولة جديدة من محادثات السلام حول سورية في فيينا الأسبوع المقبل. وأعلن النظام السوري أمس مشاركته في محادثات فيينا يومي 25 و26 الجاري، يليها مؤتمر سلام يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 من الشهر نفسه في محاولة لإيجاد تسوية للنزاع السوري المستمر منذ نحو سبع سنوات.

واعتبر تيلرسون في خطابه أن «الوجود الأميركي على المدى الطويل» في سورية «سيساعد أيضاً السلطات المدنية المحلية والشرعية على ممارسة حكم مسؤول في المناطق التي تم تحريرها» من تنظيم «داعش».

وكرر في خطابه مراراً الحديث عن ضرورة «رحيل» الرئيس السوري وعن سورية «ما بعد الأسد»، مؤكداً أن بلاده «لن تعطي دولاراً واحداً» لإعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري وأنها تشجّع حلفاءها أن يحذوا حذوها.

وشدّد على أن انتخابات حرة وشفافة بمشاركة المغتربين واللاجئين «ستؤدي إلى رحيل الأسد وعائلته من السلطة نهائياً». وقال إن ذلك سيستغرق «وقتاً» و «لكن هذا التغيير سيحدث في نهاية المطاف.