التاريخ: كانون ثاني ١٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
زعيم «أبناء الصحراء» الجزائري يفاوض للاستسلام قبل مقتله في ليبيا
الجزائر - عاطف قدادرة 
أفاد مصدر قضائي جزائري «الحياة» بأن الإرهابي الجزائري «طرمون عبد السلام» زعيم ما يُعرف بـ «حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة» القريبة من تنظيم «القاعدة» والذي قتل في ليبيا أول من أمس، كان ما زال يتفاوض مع وسطاء من أجل تسليم نفسه للسلطات الجزائرية. وتلقت عائلة عبد السلام التعازي ما عزز أنباء مقتله.

وقُتل طرمون في منطقة سبها جنوب ليبيا، بعد أن كان مطارداً من قبل السلطات الجزائرية منذ عام 2013 حين تسلم قيادة التنظيم خلفاً لمحمد الأمين بن شنب الذي قُتل في عملية «تيقنتورين» في صحراء الجزائر.

وأبلغ مصدر جزائري مأذون «الحياة»، أن طرمون الذي يتحدر من محافظة ورقلة كان يفاوض وسطاء من أجل مطالب اجتماعية تخص أساساً ملف خلق فرص عمل في منطقته والإفراج عن رفاقه في التنظيم المعتقلين لدى السلطات.

وتتهم السلطات الجزائرية التنظيم، باستهداف طائرة عسكرية في منطقة جانت السياحية أقصى جنوب شرقي الصحراء الجزائرية منذ 10 سنوات. وأفاد ناطق قضائي «الحياة» أمس، بأن محاولات عدة من طرمون لتسليم نفسه باءت بالفشل بسبب مطالب وصفها بالتعجيزية، إذ أبلغه وسطاء أن تسليم نفسه في حال تم، سيكون من دون شروط وإلا سيواجه مصير كل الإرهابين الفارين، وفق تعبير المصدر.

وكانت قوات ليبية قتلت «طرمون عبد السلام» في عملية جرت على حدود مدينة سبها في قلب الصحراء الليبية.

وتحول «عبد السلام طرمون» إلى الرجل الأول في «حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة»، بعد أن ورث القيادة عن «محمد الأمين بن شنب»، الذي شارك وقتل في الهجوم على منشأة «تيقنتورين» في الجنوب الشرقي الجزائري في الـ16 كانون الثاني (يناير) 2013، وهي العملية التي دبرها القيادي الجزائري «مختار بلمختار» المكنى «الأعور أبو العباس» أو «بلعور».

وظهر «طرمون عبد السلام» آخر مرة في تسجيل مصور قبل نحو 3 سنوات، طالب فيه بالإفراج عن موقوفين لدى أجهزة الأمن الجزائرية، مقابل وقف العمل المسلح. وأظهر استعداد عبد السلام للتخلي عن العمل المسلح، مقابل عدد من المطالب من بينها إطلاق سراح مَن سُجنوا بسبب عملهم في تهريب الوقود والمواد الغذائية وغيرها، وإسقاط الملاحقة القضائة عن أعضاء حركته والمتعاطفين معها، وإشراك «أبناء الصحراء» في حل النزاعات الإقليمية مع دول الجوار كليبيا ومالي والنيجر.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أنها اعترضت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية صباح الإثنين الماضي، بعدما أوقف طاقم الطائرة التواصل مع الطيران المدني الفرنسي.

وذكرت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان، أنها اضطُرت لإرسال طائرة حربية من نوع «ميراج 2000»، لاعتراض مسار الطائرة التجارية للخطوط الجزائرية «بوينغ 737» التي كانت في رحلة بين مدينتي قسنطينة الجزائرية وليون الفرنسية، بعد حال استنفار أعقبت انقطاع التواصل مع طاقمها، الذي خضع للمساءلة بتهمة «غياب المسؤولية وعدم التعاون».