التاريخ: كانون ثاني ٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
الطقس يهدّئ معركة «إدارة المركبات»
أفقد سوء الأحوال الجوية المُسيطرة على غوطة دمشق الشرقية منذ أمس، زخم الهجوم المعاكس الذي أطلقته القوات النظامية السورية على فصائل المعارضة في مدينة حرستا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن الاشتباكات توقّفت إلى حدّ كبير على محاور القتال، حيث تسعى القوات النظامية منذ أيام إلى التقدّم من محور الأمن الجنائي ومبنى محافظة شرق دمشق، وصولاً إلى مبنى «إدارة المركبات» بهدف فك الحصار عن عناصرها المحاصرين داخله، واستعادة منطقة العجمي والمباني التي وقعت تحت سيطرة «فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» خلال الأسبوع الماضي.

وأشار «المرصد» إلى أن معركة «إدارة المركبات» أنهت أسبوعها الأول بنتائج غيّرت خريطة القوى داخل الغوطة الشرقية، إذ إن قوات النظام التي تحاصر المنطقة منذ عام 2013، باتت تستميت لفكّ الحصار المفروض عليها. وإلى جانب الغارات الروسية والقصف الصاروخي المكثف، استقدمت القوات النظامية تعزيزات كبيرة إلى المنطقة لقتال الفصائل التي أبدت مقاومة، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف القوات النظامية.

ووثّق «المرصد» مقتل 230 شخصاً على الأقل خلال 7 أيام من معارك دامية، غالبيتهم من المدنيين. وأشار إلى مقتل ما لا يقلّ عن 53 من القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها، بينهم 6 ضباط على الأقل من ضمنهم 4 عمداء، فيما قُتل 76 عنصراً من «فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» و «أحرار الشام».

وتضاربت المعلومات الميدانية خلال اليومين الماضيين في شأن تقدّم القوات النظامية على محاور القتال وتمكنها من السيطرة على أبنية في حي العجمي. ومقابل هدوء محاور القتال، واصلت القوات النظامية هجماتها الصاروخية المكثفة على الغوطة الشرقية، خصوصاً مدن حرستا وعربين ومديرا. وأدّت حملة القصف العنيفة إلى إجبار حوالى 25 ألف نسمة من سكان حرستا إلى العيش في مخابئ تحت الأرض. ونقل موقع «عنب بلدي» عن رئيس المجلس المحلي في حرستا حسام بيروتي قوله «إن وضع السكان سيئ جداً بسبب اشتداد القصف وازدحام الملاجى، واصفاً حالهم بـ(المزرية)».

ويُشكّل حصار «إدارة المركبات» ضربة كبيرة لعمليات القوات النظامية في ريف دمشق الشرقي. إذ إن المبنى يقع في نقطة استراتيجية تُشرف على المنطقة، كما أنه شكّل قاعدة للنظام في قصف الغوطة بالصواريخ والمدفعية. وتحتوي «إدارة المركبات» على أسلحة ثقيلة من المدفعية بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى إضافة إلى راجمات الصواريخ ودبابات. ويوجد داخل الإدارة أنفاق تمتد وصولاً إلى الأراضي الزراعية في حرستا وعربين.

انفجارات في جبل قاسيون

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محسوبة على المعارضة بأن انفجارات وقعت ليل الخميس في مواقع للقوات النظامية على قمة جبل قاسيون في العاصمة دمشق، تسببت في مقتل 29 عنصراً بينهم عقيد وملازم و5 مساعدين.

ونشر ناشطون معارضون مقاطع فيديو تظهر اشتعال النار في الموقع، فيما أوضحت قناة «أورينت» أن انفجارات وقعت في مستودع ذخائر بمبنى كتيبة المدفعية التي كانت تستهدف قرى الغوطة وبلداتها. وأشارت إلى أنه لم يتضّح بعد ما إذا كان الانفجار ناجماً عن غارة إسرائيلية، فيما لفتت مواقع محسوبة على دمشق إلى أن «عطلاً فنياً» تسبب في الانفجارات.

ريف حماة

استغلّ تنظيم «داعش» انشغال فصائل المعارضة في المعارك الدائرة مع القوات النظامية في ريف إدلب وشنّ هجوماً أمس، على مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» في ريف حماة الشمالي الشرقي وتمكّن من إحراز مزيد من التقدّم في اتجاه حدود محافظة إدلب التي طُرد منها قبل أكثر من 4 سنوات.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي التنظيم الإرهابي استغلوا سوء الأحوال الجوية للهجوم على مناطق «تحرير الشام»، وتمكنوا بعد معارك عنيفة من السيطرة على قلعة الحوايس شمال غربي المكيمن وخربة رسم التينة.

وأشار «المرصد» إلى أن «داعش» يركّز في هجومه على المناطق الواقعة شمال رقعة سيطرته الحالية، في محاولة جديدة للوصول إلى ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وإيجاد موطئ قدم له داخل المحافظة التي تعد آخر معاقل المعارضة في البلاد.