التاريخ: كانون الأول ٣, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
حكومة الوفاق الليبية تتهيأ للانتخابات وسلامة يؤكد انحسار التدخلات الخارجية
غداة لقاء رئيس المجلس فائز السراج الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، وتجديدهما دعم خريطة الطريق التي طرحها المبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بدء استعدادات المفوضية العليا للانتخابات لتنظيم الاقتراعين الرئاسي والبرلماني والاستفتاء على الدستور العام المقبل.

ووصف ترامب رئيس المجلس الرئاسي الليبي بأنه «شريك استراتيجي»، مؤكداً دعم الولايات المتحدة حكومة الوفاق والجهود التي تبذلها لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، والتزامها محاربة الإرهاب. كما شدّد على أهمية «العمل لإرساء الاستقرار في ليبيا، ودعم اقتصادها الغني بموارد قد تنفع الجميع».

وأورد بيان أصدره المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي أن «السراج شكر الولايات المتحدة على دعمها حكومة الوفاق سياسياً وأمنياً، ووقوفها إلى جانب ليبيا في أزمتها الحالية. كما عرض الوضع السياسي الحالي والتحديات التي تواجهها البلاد، وإنجاز تحرير مدينة سرت الذي تحقق في زمن قياسي بفضل تضحيات شباب ليبيا والتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن المعركة لم تنته، ما يحتم استمرار العمل المشترك للقضاء على فلول تنظيم داعش في البلاد». واشار البيان إلى أن «السراج أبلغ ترامب أن خلق فرص استثمارية وتحريك عجلة الاقتصاد سيشكلان دافعين كبيرين لحل المشكلات الأمنية. ودعا إلى مساهمة الشركات الأميركية في مشاريع استثمارية واقتصادية في ليبيا في مجالات النفط والغاز والطاقة والأعمار والتجارة والسياحة».

وعلى هامش الدورة الثالثة لمنتدى روما للحوارات المتوسطية 2017، أعلن سلامة أن بين 20 و22 في المئة من سكان ‎ليبيا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. وقال: «أعتقد بأن تدخلات خارجية كثيرة حصلت في ليبيا، لكن الدعم الخارجي لأطراف معينة فيها تراجع الآن، كما أن المجتمع الدولي لم يعد منقسماً كما في عام 2013 حول حل سياسي في ‎هذا البلد».

وناقش سلامة مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي تطورات ملف ليبيا. وأشارت مصادر مطلعة إلى أنه شكر الجهيناوي على دعم تونس الدائم لعمل بعثة ‎الأمم المتحدة لدعم ‎ليبيا.

وفي العاصمة التشادية نجامينا، ناقش الرئيس السوداني عمر البشير مع نظيره التشادي إدريس ديبي الأوضاع في ليبيا، وشددا على ضرورة وضع حلول لها لتعزيز الأمن الداخلي وضبط الحدود بين البلدان الثلاثة من أجل ضمان سلامة المنطقة من عمليات تهريب البشر والمخدرات والأسلحة والانفلات الأمني وقطّاع الطرق.

وبحث الرئيسان أيضاً العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والثقافة والصحة والتعليم، فيما عقد البشير اجتماعاً مطولاً مع رجال أعمال تشاديين، وعرض عليهم فرص الاستثمار في السودان.

إلى ذلك، صرّحت كاترين ري، الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بأن «لا وجود لجانب عسكري في مجموعة العمل التي شُكلت على هامش القمة الأوروبية- الأفريقية في أبيدجان، في شأن ليبيا».

وأوضحت أن المجموعة التي تضم الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي، «تهدف إلى تنسيق عمليات إخلاء سريعة لأكبر عدد من المهاجرين غير القانونيين في ليبيا. وهي ستسهل الوصول إلى كل مراكز إيواء المهاجرين غير القانونيين في هذا البلد، وتفكيك شبكات تهريب البشر»، فيما أكدت ضرورة العمل لتحديد هويات المهاجرين واستصدار وثائق من أجل تسهيل إعادتهم بتمويل أوروبي وبالتعاون مع الدول الأفريقية. وأوضحت ري أن الاتحاد الأوروبي يعتزم استقبال حوالى 50 ألف طالب لجوء أفريقي من ليبيا على أراضي دولِه، من دون أن تحدد فترة زمنية لذلك.