التاريخ: كانون الأول ٣, ٢٠١٧
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
انفراط التحالف بين صالح والحوثيين في اليمن وتجدد الاشتباكات بينهما
المصدر: "أ ف ب" 
انفرط التحالف القائم منذ ثلاث سنوات بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مع تبادل الطرفين الاتهامات بعد أربعة أيام من المواجهات الدامية في صنعاء واعلان صالح استعداده فتح "صفحة جديدة" مع التحالف بقيادة السعودية الذي رحب بتصريحاته.

فقد تجددت الاشتباكات الدائرة منذ الاربعاء في صنعاء السبت حيث اتهم الحوثيون صالح "بالانقلاب على الشراكة" معهم.

وتحالفت قوات صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام مع قوات الحوثيين المؤيدين لإيران منذ 2015 في مواجهة التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي تدخل في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي.

ولكن اندلعت منذ الأربعاء مواجهات في صنعاء أوقعت نحو اربعين قتيلا بين حلفاء الأمس ويخشى أن تؤدي الى حرب داخل الحرب في البلد الفقير الذي يشهد نزاعا داميا منذ أكثر من سنتين جر عليه أزمة انسانية هي الاخطر في العالم، وفق الامم المتحدة.

ويتقاتل الجانبان للسيطرة على المحاورة المهمة في العاصمة السبت بما في ذلك الوزارات والمطار الدولي، وفق مصادر امنية وشهود. وبدت صنعاء اشبه "بمدينة اشباح" وفق احد السكان.

وقال صالح في خطاب نقله التلفزيون "ادعو الاشقاء في دول الجوار والمتحالفين ان يوقفوا عدوانهم وان يرفعوا الحصار وان يفتحوا المطارات (...) وسنفتح معهم صفحة جديدة".

واضاف "سنتعامل بشكل إيجابي. ويكفي ما حصل في اليمن وما حصل لليمن" الذي اوقع فيه النزاع أكثر من 8750 قتيلا واكثر من 50 الف جريح بينهم اعداد كبيرة من المدنيين منذ آذار/مارس 2015، وبات القسم الاكبر من سكانه يعتمدون على المساعدات الانسانية وبينهم ثمانية ملايين بحاجة الى مساعدات عاجلة.

واكد صالح "نتعهد لاشقائنا وجيراننا اننا بعد وقف اطلاق النار وايقاف التحركات على الارض وفتح المطارات ورفع الحصار سنتحاور مباشرة كسلطة شرعية ممثلة بمجلس النواب"، مشددا على ان "مجلس النواب هو الممثل الشرعي للبلاد وسيتحمل المسؤولية خلال الفترة القادمة".

وقال "أدعو مرة اخرى كل الاشقاء المتحالفين الى ايقاف اطلاق النار وفتح المطارات والسماح للعالقين بالعودة والسماح للمواد الطبية بالدخول الى اليمن".

وحمل الرئيس السابق بعنف على الحوثيين داعيا "كل جماهير شعبنا العظيم، في كل المحافظات (...) وكل مكان الى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والوحدة والحرية من قبل هذه العناصر التي دأبت بهذا العمل غير المسؤول منذ 3 سنوات وهي تعبث بمقدرات الشعب".

وأضاف "أدعو القوات المسلحة والامن ان لا تنفذ اي تعليمات من قيادة انصار الله (...) نفِذوا تعليمات المؤسسة العسكرية الممثلة بالقيادات الوطنية التاريخية الذين شملتهم التصفيات من قبل قيادة انصار الله".

ورحب التحالف العسكري بقيادة السعودية بتصريحات صالح. وكتب في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية ان "استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (...) التابعة لإيران"، في اشارة الى حركة انصار الله للمتمردين الحوثيين.

ورحبت الامارات بالمثل بهذه التطورات وحيا وزير الدولة للشؤون الخارجية انور قرقاش على تويتر "انتفاضة صنعاء" التي قال انها ستعيد "شعب اليمن الى محيطه العربي الطبيعي".

لكن تصريحات صالح أثارت غضب الحوثيين الذين دانوها. وقال ناطق باسم الحوثيين في بيان تلته قناة "المسيرة" التابعة لهم إن "ما جاء في كلام صالح انقلاب على التحالف والشراكة، وتماه مع توجه العدوان لإضعاف الجبهة الداخلية".

وقالت قناة "المسيرة" ان صالح ينتقل الى المعسكر الآخر.

بعد ذلك قال المكتب السياسي لحركة "انصار الله" ان "من غير الغريب ولا المفاجئ أن يخرج صالح منقلبا على شراكة لم يؤمن بها يوماً"، وتوعد بان "تدفع عواصم العدوان ثمنا باهظاً".

وأكد البيان أنه "منذ التوقيع على اتفاق الشراكة في (تموز) يوليو 2016 لإدارة شؤون البلد لمواجهة العدوان والحصار لم يكن من صالح ومجموعته الغوغائية إلا نقيض ذلك، معطلا عمل الدولة، مثبطا عن القتال، محرضا على الفتنة، موجها خناجره المسمومة للطعن في الظهر".

واضاف "مثّل سلوكه المنحرف أحد أهم رهانات الأعداء لأن ينقضوا على اليمن من الداخل بعد أن عجزت جحافلهم الجرارة أن تحقق شيئا".

حكم صالح اليمن طيلة 33 عاما قبل ان يضطر لترك السلطة في 2012 بعد حراك شعبي. وخاض ست حملات ضد الحوثيين، وهم اقلية زيدية في شمال اليمن.

وفي تصريح سابق دعا زعيم "انصار الله" عبد المالك الحوثي صالح الى "التعقل وأن يكون كما كان منذ بداية العدوان والى اليوم حريصا على مصلحة وطنه ... وغير منجر".

وأضاف "نحذر من جديد اذا لم تكف تلك الميليشيات عن هذا التصرف فعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها بمعاونة المواطنين وتكثيف الجهود من الجميع لفرض الأمن والاستقرار".

في المقابل، اتهم صالح الحوثيين بانهم كانوا البادئين باعلان "الحرب" في صنعاء، في بيان صادر عن حزب المؤتمر الشعبي العام حمل "انصار الله المسؤولية كاملة" عن "اعلان الحرب" في صنعاء.

وأعرب حزب المؤتمر الشعبي عن أسفه لفشل جهود الوساطة الجمعة بين المعسكرين المتحالفين منذ سيطرتهما على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014 ما أرغم ممثلي الحكومة المعترف بها على الفرار الى عدن.

وشكل صالح والحوثيون حكومة موازية في صنعاء رغم اختلافهم على تقاسم السلطة منذ أشهر الأمر الذي أجج التوتر بين الجانبين بعد ان اتهم صالح الحوثيين بالسعي الى احتكار السلطة ونعته الحوثيون بالغدر لاشتباههم بانه يجري اتصالات مع السعودية.

وأحكم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية حصاره على اليمن بعد اعتراض صاروخ قرب مطار الرياض أطلقه الحوثيون المتهمون بتلقي دعم عسكري من ايران التي تنفي ذلك.

وفي بيان السبت، جدد مسؤولو عدد من وكالات الامم المتحدة بينها منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للاجئين واليونيسف مطالبة التحالف العسكري بقيادة السعودية برفع الحصار المفروض على اليمن بشكل "عاجل وكامل".