التاريخ: كانون الأول ١, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
الأمم المتحدة تسعى إلى إجلاء 500 شخص من الغوطة وداعش يعدم 14 في البادية
لندن، جنيف - «الحياة»، رويترز 
دعا مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخاص بسورة القوى العالمية اليوم الخميس للمساعدة في ترتيب إجلاء 500 شخص بينهم 167 طفلاً من ضاحية الغوطة الشرقية المحاصرة على مشارف دمشق قائلاً إن الوضع هناك أصبح «حالة طوارئ إنسانية».

وأضاف يان إيغلاند أن تسعة أطفال لقوا حتفهم بالفعل في الأسابيع القليلة الماضية فيما تنتظر المنظمة الدولية الضوء الأخضر من الحكومة السورية لإجلاء المرضى والجرحى إلى مستشفيات على بعد 45 دقيقة بالسيارة من العاصمة.

وأضاف أن روسيا وإيران وكذلك الولايات المتحدة وفرنسا تعهدت بالمساعدة خلال الاجتماع الأسبوعي الخاص بالأوضاع الإنسانية.

وتابع في مؤتمر صحافي في جنيف «سيكون مجافياً للمنطق ألا يستطيعوا القيام بعملية إجلاء بسيطة لأشخاص غالبيتهم نساء وأطفال لمسافة 40 دقيقة بالسيارة إلى مدينة دمشق».

وأضاف «نحن مستعدون ونحن راغبون في الذهاب ويمكننا التعامل مع الوضع الأمني. لدينا كل الأدوات المتاحة ونحتاج (فقط) إلى الضوء الأخضر».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن العشرات من قذائف المورتر سقطت امس على الغوطة آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، على رغم هدنة مدتها 48 ساعة اقترحتها روسيا لتتزامن مع بداية محادثات السلام في جنيف.

وقال إيغلاند «الغوطة الشرقية، الواقعة على مرمى حجر من دمشق، هي عين الإعصار وهي مركز هذا الصراع. في الوقت الحالي يوجد هناك 400 ألف شخص».

وأضاف أن قوافل تابعة للأمم المتحدة أوصلت في الشهرين الماضيين إمدادات إلى 68 ألفاً من 400 ألف مدني محاصر. ومن بين هؤلاء سبعة آلاف وصلت إليهم قافلة خلال وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا هذا الأسبوع.

وتابع إيغلاند «عدم قدرتنا على الوصول إلى معظم مناطق الغوطة الشرقية على مدى أشهر عديدة أدى إلى وضع كارثي من دون شك».

وأضاف أن معدل سوء التغذية الحاد بين الأطفال هناك يقارب 12 في المئة وهو ما يزيد على 10 في المئة التي تمثل حد الوضع الطارئ وزاد خمسة أو ستة أضعاف منذ كانون الثاني (يناير).

وقال المسؤول الدولي «في شكل عام لا توجد منطقة عدم تصعيد. لا يوجد سوى تصعيد في منطقة عدم التصعيد هذه. نحتاج إلى هدوء مستدام حتى نتمكن من إطعام 400 ألف شخص يمثلون الآن من دون شك حالة طوارئ إنسانية».

وعبر إيغلاند عن أمله بأن يوافق مجلس الأمن على مشروع قرار قريباً من شأنه أن يسمح باستمرار دخول المساعدات إلى سورية عبر الحدود.

وقال «ما أفهمه بوضوح من جميع أعضاء مجلس الأمن هو ألا أحد يريد قطع الخط (الإمدادات)».

وتجددت عقب منتصف ليل الأربعاء– الخميس، الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي «حركة أحرار الشام» من جهة أخرى، في محور إدارة المركبات العامة قرب مدينة حرستا، في الغوطة الشرقية، وفق ما ذكر «المرصد السوري».

وقصفت القوات النظامية المحور المذكور ومناطق أخرى في مدينتي عربين وحرستا في الغوطة الشرقية، وأطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة، على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

في ريف درعا الشرقي، قصفت القوات النظامية بعد منتصف ليل الأربعاء– الخميس، مناطق في بلدة الغارية الغربية، ما أسفر عن أضرار مادية، فيما يسود الهدوء النسبي في محافظة القنيطرة ودرعا والسويداء مع استمرار سريان الهدنة في الجنوب السوري منذ بدء تطبيقها بتوافق أردني– أميركي– روسي في التاسع من تموز (يوليو) من العام الحالي وسط خروق من القوات النظامية وأخرى من الفصائل المعارضة في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، تمثل بعضها بقذائف وقصف مدفعي وصاروخي من القوات النظامية أو من الفصائل بالرشاشات الثقيلة.

«داعش» أحرق طياراً وأعدم 14 من القوات النظامية في البادية

نفذ تنظيم «داعش» عمليات إعدام طاولت 15 عنصراً من القوات النظامية وحلفائها، وذلك في وقت يشهد التنظيم تراجعاً كبيراً عن الأراضي التي كان يسيطر عليها. وأحرق التنظيم طياراً سورياً في القوات النظامية بعد قرابة عام ونصف على أسره في القلمون الشرقي. وبث مركز «الحياة للإعلام» التابع للتنظيم أمس، إصداراً مصوراً يمتد على مدار 58 دقيقة، تضمن في مشاهده الأخيرة صوراً لحرق الطيار السوري ويدعى عزام عيد، الذي أسر بعد سقوط طائرته في مناطق التنظيم قرب تل دكوة في القلمون الشرقي في 22 نيسان (أبريل) 2016. ونعت صفحات موالية للنظام الطيار السوري، الذي ينحدر من مدينة السلمية شرقي حماة، ويحمل رتبة رائد.

وسيطرت القوات النظامية على تل دكوة الاستراتيجي في ريف دمشق الجنوبي الشرقي في حزيران (يونيو) الماضي، بعد أن شهد معارك في وقت سابق بين تنظيم «داعش» وفصائل «الجيش السوري الحر».

وأظهر الإصدار المصور -الذي أُخرج كإصدار دعائي للتنظيم- في بدايته معركة استعادة مدينة تدمر السورية، ثم معارك التنظيم في صحراء سيناء بمصر، وصولاً إلى معارك المدن العراقية والحدود مع سورية.

وفي نهاية التسجيل المصور، ظهرت مشاهد الإعدام ذبحاً لعناصر القوات النظامية السورية وآخرين من القوات العراقية، وصولاً إلى مشهد إحراق الطيار الذي انتهى به الإصدار.

واستخدم التنظيم في وقت سابق وسائل مختلفة لإعدام المعتقلين لديه، تضمن بعضها الحرق.

وكان تنظيم «داعش» أحرق جنديين تركيين في كانون الأول (ديسمبر) 2016، بعد أسرهما قرب مدينة الباب شمالي حلب.

وفي حزيران (يونيو) 2016 قتل التنظيم 19 فتاة إيزيدية حرقاً في مدينة الموصل العراقية، بعد وضعهن داخل أقفاص في إحدى ساحات المدينة، وفقاً لشهود عيان.

وكان التنظيم أحرق أيضاً الطيار الأردني معاذ الكساسبة، في شباط (فبراير) 2015، عقب أسره في كانون الأول (ديسمبر) 2014، إثر تحطم طائرته الحربية، أثناء تنفيذه غارات ضمن «التحالف الدولي» ضد مواقع التنظيم في مدينة الرقة. وتأتي إعدامات التنظيم بينما يخسر المزيد من الأراضي في سورية والعراق. وحالياً لم يعد لدى التنظيم سوى 3 في المئة من مساحة سورية.

وفي محافظة حماة، اغتال مسلحون مجهولون عنصرين من «هيئة تحرير الشام»، بإطلاق النار عليهما أثناء وجودهما أمام الحاجز الشمالي لبلدة مورك في ريف حماة الشمالي. كما نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في قريتي الشطيب والمشيرفة، في الريف الحموي الشمالي الشرقي، عقب هدوء اشتباكات سادت المنطقة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية و «هيئة تحرير الشام».

وأفاد «المرصد» بتراجع وتيرة القصف في الريف الحموي الشمالي الشرقي، بالتزامن مع هدوء نسبي على جبهات القتال، من حيث الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، و «هيئة تحرير الشام» و «الحزب الإسلامي التركستاني» والفصائل المعارضة من جهة أخرى، على محاور في محيط البليل والمحاور القريبة منها في ريف حماة الشمالي الشرقي، في حين تتواصل عمليات الاستهداف بين الطرفين على محاور التماس بينهما. وجاء هذا الهدوء بعد قصف جوي مكثف واشتباكات عنيفة ناجمة عن هجوم من قبل قوات النظام على المنطقة. وأفاد «المرصد السوري» صباح أمس بانفجارات متتالية في الريف الحموي الشمالي الشرقي، ناجمة عن قصف مكثف ومتتالي على مناطق في هذا الريف. ورصد «المرصد السوري» تنفيذ طائرتين حربيتين يرجح أنهما روسيتان، بشكل متزامن أكثر من 20 غارة على مناطق في بلدة الرهجان، التي تعد مسقط رأس وزير دفاع النظام السوري فهد جاسم الفريج والتي خرجت عن سيطرة قوات النظام في منتصف تموز (يوليو) من العام المنصرم 2014.

وفي ريف حلب، لا يزال القتال متواصلاً في الريف الحلبي الجنوبي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و «هيئة تحرير الشام» وفصائل إسلامية، في محاولة من قوات النظام لتحقيق تقدم في المنطقة والوصول إلى الريف الشرقي لإدلب، والسيطرة على مطار أبو الضهور العسكري. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تركز الاشتباكات في محور عبيسان ومحاور أخرى قريبة منه في الريف الجنوبي لحلب. وترافقت الاشتباكات مع عمليات قصف متبادل، فيما تسعى الفصائل لاستعادة كامل ما خسرته، عقب تمكنها من استعادة قرية ومواقع أخرى خسرتها، خلال اليومين الماضيين.

وشهدت الساعات الـ48 الفائتة تصاعد وتيرة القتال بين قوات النظام، والفصائل الإسلامية و «هيئة تحرير الشام» نتيجة الهجمات العنيفة للنظام والهجمات المعاكسة التي تسببت بوقوع خسائر بشرية، فيما كانت قوات النظام سيطرت على 5 قرى هي الرشادية وحجارة ورملة وعبيسان والمزرعة، وتمكنت «تحرير الشام» من استعادة عبيسان إضافة لمواقع في قرى أخرى.

وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من قوات النظام على محاور القتال، وسط استهدافات متبادلة جرت على محوري القتال. وجاء تصاعد عنف القتال بعد إخفاق قوات النظام خلال الأيام الفائتة في تحقيق تقدم في المنطقة، حيث عمدت بعدها إلى توسعة محاور القتال.