التاريخ: تشرين الأول ٤, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
حفتر يصرّ على الحسم العسكري
خُرقت الهدنة في صبراتة الليبية مرتين أمس، الأولى بعد اعلان قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر أن «الحرب في المدينة لن تتوقف قبل تسليم الميليشيات سلاحها»، والثانية إثر استهداف آمر «غرفة محاربة تنظيم داعش الإرهابي» من مسلحين تابعين لأنس الدباشي الملقّب بـ «العمو».

ونفى حفتر ما تردد عن لقائه آمر «كتيبة ثوار طرابلس» هيثم التاجوري في باريس، قائلاً إنه يرفض «مبدأ الجلوس مع أي من قادة الجماعات غير المنضبطة». ولفت إلى أنه سيلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة غداً، «في مقر القيادة العامة في بنغازي لمناقشة ما توصل إليه الليبيون في اجتماعات تونس وطرح حلول للأزمة».

إلى ذلك، أوضح المكتب الإعلامي لـ «غرفة محاربة تنظيم داعش» التي أعلن «الجيش الوطني» دعمها، أن آمر الغرفة استُهدف من ميليشيات خرقت وقف النار، عندما كان يزور المحاور ليتأكد من سريان الاتفاق. وأضاف المكتب أن الاستهداف أسفر عن إصابة جندي، فيما أكد الناطق باسم الغرفة صلاح قريصيعة الالتزام بالوقف الفوري للنار من دون شروط.

وأمر رئيس «هيئة الأركان العامة للجيش» التابعة لحكومة الوفاق الوطني اللواء عبد الرحمن الطويل، «غرفة عمليات صبراتة» و «الكتيبة 48» والوحدات المساندة، باتخاذ «إجراءات فورية لوقف العمليات القتالية وعودة الوحدات إلى معسكراتها»، محذراً من «اتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين».

وطغت تلك التطورات على إعلان وكيل وزارة الداخلية في حكومة الوفاق فرج قعيم، بدء تنفيذ خطة أمنية في بنغازي بالتعاون مع الجيش الوطني. وأشار إلى أنه «لا توجد أي مشكلات مع القيادة العامة للجيش في أي مجال يخص مكافحة الإرهاب». وأشار إلى اجتماع مع أجهزة أمنية في شرق البلاد، متحدثاً عن سعي إلى تشكيل «غرفة أمنية مشتركة في بنغازي لتأمين المنطقة الشرقية».

تزامناً، استمر أمس إغلاق حقل الشرارة النفطي الليبي، بعد يومين على إغلاقه على يد مجموعة مسلحة تُعرف باسم «الكتيبة 30»، بسبب مطالبات تتعلق بالأجور والإفراج عن محتجزين وتأمين إمدادات وقود، إلى جانب مطالب أخرى.

وكان رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله قال، إن المؤسسة تسعى الى إنهاء الإغلاق عبر وسيط، مضيفاً أنه ليس على دراية بما إذا كان أفراد «الكتيبة 30»، يحق لهم الحصول على رواتب من الحكومة باعتبارهم موظفين أمنيين. وأكد أن المؤسسة الوطنية للنفط لن تخضع للابتزاز لدفع أموال.

على صعيد آخر، بدأ الادعاء الاتحادي في الولايات المتحدة مرافعاته ضد أحمد أبو ختالة أول من أمس، بإبلاغ هيئة المحلفين أنه دبّر الهجوم على المجمع الديبلوماسي الأميركي في بنغازي عام 2012، ما أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز و3 أميركيين.

وينتظر أبو ختالة محاكمته منذ عام 2014 عندما قبض عليه فريق أميركي يضم عسكريين وضباطاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، في ليبيا ونُقِل إلى الولايات المتحدة في رحلة استغرقت 13 يوماً على متن سفينة تابعة للبحرية.

وقال المدعي الاتحادي جون كراب في مرافعته الافتتاحية، إن أبو ختالة يكره الولايات المتحدة «ولديه رغبة في الانتقام»، مضيفاً أنه أدى دوراً قيادياً في تنظيم هجوم 11 أيلول (سبتمبر) 2012 على البعثة الديبلوماسية الأميركية في بنغازي. وأضاف أن أبو ختالة «لم يقتل بنفسه. لم يشعل النيران ولم يطلق قذائف المورتر، لكنكم ستسمعون أنه مذنب مثل الرجال الذين أشعلوا النار والرجال الذين أطلقوا المورتر».

وجلس أبو ختالة، الذي تشمل التهم الموجهة إليه القتل وتقديم دعم مادي لإرهابيين، إلى الطاولة مستمعاً إلى ترجمة عربية للإجراءات القضائية.

ونفى محامي الدفاع جيفري روبنسون، صلة موكله بالتخطيط للهجوم، لكن المدعي قال لأعضاء هيئة المحلفين إنهم سيسمعون أقوال شهود سمعوا أبو ختالة وهو يناقش خططه ويشكو من أن الأميركيين يديرون «قاعدة استخبارات» في بنغازي.