التاريخ: تشرين الأول ٢, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
أجواء تفاؤل برغم صعوبة المحادثات تسود حوار الفرقاء الليبيين في تونس
استأنف الفرقاء الليبيون أمس الاول، جولة خامسة من الحوار في العاصمة التونسية بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بتعديل الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية قبل سنتين، وسط أجواء من التفاؤل باقتراب الموعد المحدد للانتهاء من عمل لجنة الصياغة اليوم الإثنين.

وواصلت لجنة الصياغة المشتركة نقاشاتها برعاية الأمم المتحدة لإعادة تشكيل المجلس الرئاسي والنقاط المتعلقة بالجيش، حيث تمحورت اجتماعات أمس التي عُقدت في مقر بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا حول السلطة التنفيذية (المجلس الرئاسي وكيفية انتخاب رئيس الحكومة وتعيين الوزراء). وانطلقت أولى جلسات لجنة الصياغة الموحدة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الثلثاء الماضي، وتركزت مباحثاتها حول اعادة تشكيل السلطة التنفيذية وتحديد صلاحياتها، وشهد اجتماع أمس «انفتاحاً وتقارباً بوجهات النظر» وفق ما نشرته بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا في تدوينة لها أمس الاول.

وتوصل الفرقاء إلى اتفاق يقضي بان يتكون المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين للرئيس بسبب صعوبة اتخاذ القرار لأن تركيبته الحالية تتضمن 9 اعضاء، على أن يكون تمثيل الشرق والجنوب والعاصمة مضموناً. وعلى رغم هذا الاتفاق لا تزال الخلافات قائمة بخصوص هوية أعضاء هذا المجلس. ولا يزال الخلاف قائماً بخصوص المادة الثامنة المتعلقة بالجيش الليبي برغم اقتراح رئيس المجلس الأعلى الدولة عبد الرحمان السويحلي على ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة منح صلاحيات اشتراعية لمجلس الدولة مناصفةً مع مجلس النواب، في مقابل إبقاء تبعية قيادة الجيش للبرلمان.

وتنص خطة الأمم المتحدة على «إطلاق حوار مع الجماعات المسلحة بهدف إدماج أفرادها في العملية السياسية والحياة المدنية»، إضافة إلى «تعزيز الترتيبات الأمنية وهيكلة الأمن القومي وتنسيق المشاركة الدولية كي تكون جميعها جزءاً من جدول أعمال مشترك واحد».

إلى ذلك، قال مصدر مطلع على محادثات قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مساء الخميس الماضي، إن الأخير أشاد خلال اللقاء بصفات ضيفه وعبّر عن تقديره كفاءته العسكرية، موصياً إياه بقبول وساطة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.

من جهته، قال حفتر للودريان إنه يقدّر ويحترم سلامة ويثق به لكن بعض الليبيين المتمسكين بمواقعهم يمنعون الأمور من التقدم، معبراً عن استيائه من هذا الوضع، فأوصاه الوزير الفرنسي بأن يدخل في إطار المسار الذي وضعه سلامة للحل. وقدم حفتر بعد حوار طويل مع لودريان ملاحظات يريد ادخالها على «اتفاق الصخيرات» مشترطاً إنجازها للموافقة على الدخول في المسار.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني أول من أمس، أن 26 شخصاً قُتلوا وأُصيب 170 بجروح جراء معارك بين مجموعات متنافسة منذ نحو أسبوعين في صبراتة (غرب).

واندلعت المواجهات في 17 أيلول (سبتمبر) بعد مقتل عنصر من ميليشيات أحمد الدباشي المعروف باسم «العمو»، وهو كان احد النافذين المحليين العاملين في مجال تهريب البشر، قبل أن يعود هذا الصيف ويباشر العمل على مكافحة الهجرة السرية في صبراتة.

وسُجل أول من أمس أيضاً، مقتل 4 اشخاص من بينهم زعيمان قبليان، عندما استُهدفت سيارتهم بالرصاص أثناء عودتهم من اجتماع مصالحة في وسط ليبيا. وأعلنت قبيلة ورفلة إحدى أكبر القبائل الليبية في بيان عن مقتل عضوي وفد مشايخ المجلس الاجتماعي الشيخين عبدالله نطاط وخميس اسباق مع مرافقيهما.

وكان الشيخان في طريق عودتهما الى بني وليد بعد حضورهما جلسات مصالحة بين قبائل ليبية في مدينة مزدا، على بعد 180 كيلومتراً جنوب العاصمة الليبية، عندما تعرضت سيارتهما لهجوم.

كذلك اغتال مجهولون أول من أمس، مقرر مجلس أعيان قبائل التبو، محمد بدي الطاهر، بوابل من الرصاص خلال تواجده في بلدة القطرون.