التاريخ: تموز ١٢, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
جنرال أميركي لا يتوقع انتهاء الحرب في العراق قريباً
نينوى – باسم فرنسيس 
حذرت أوساط محلية ودولية من أن «داعش» ما زال يشكل خطراً على العراق بعد السيطرة على الموصل، فيما اتهمت منظمة العفو الدولية القوات العراقية والتحالف الدولي بارتكاب جرائم خلال معركة استعادة المدينة.

الى ذلك، قال قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ستيفن تاونسند ان «الحرب بعيدة كل البعد عن نهايتها، لذلك لا اتوقع اي تغيير في مستوى قواتنا فما زال امامنا عمل شاق يتعين علينا وعلى العراقيين القيام به».

وعلى رغم الارتياح والتفاؤل الذي عم البلاد بعد نجاح القوات العراقية في تحرير الموصل، إلا أن المخاوف ما زالت قائمة من عودة «الخلايا النائمة» إلى تنفيذ هجمات وعمليات انتحارية، فضلاً عن القلق من نشوب عمليات انتقام طائفية، وصراعات على النفوذ.

وقدم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش تهنئة إلى الحكومة أمس، لكنه قال «إن سحق داعش في الموصل لا يعني نهاية الحرب على الإرهاب وأمام العراق المزيد من العمل للتعافي الكامل وإرساء السلام الدائم». وأضاف أن «ثمن النصر كان باهظاً جداً، وكانت وحدة الشعب والبلد على المحك. وبالتعاون معاً على تدمير داعش أرسل الشعب رسالة مُدوية مفادها أنه يرى مستقبله في الوحدة».

وحذر من أن «داعش ما زال يسيطر على أجزاء من البلاد، وبإمكانه شن هجمات وتهديد الاستقرار، وهناك الكثير من العمل لتحقيق التعافي الكامل، من خلال إعادة المهجرين والإعمار، بالتوازي مع عملية سياسية قوية لإجراء الانتخابات وتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية، وإعطاء الجميع الحق في العودة، من دون أي تلاعب ديموغرافي أو اللجوء إلى الهجمات الانتقامية أو العقاب أو الإخلاء القسري».

وهنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العراقيين وقال إن «أيام داعش باتت معدودة ولم يبق سوى وقت قليل للقضاء عليه»، وأضاف: «نحن في الولايات المتحدة والتحالف الدولي فخورون بالوقوف مع القوات العراقية وكل من جعل لحظة التحرير ممكنة، وحققنا تقدماً هائلاً خلال الأشهر الستة الماضية بالمقارنة بالسنوات التي تلت تحول داعش إلى خطر كبير».

إلى ذلك، حذر الزعيم الديني مقتدر الصدر من «أخطار تأزم الوضع الطائفي في ظل مخاوف من نشوب عمليات انتقام من المدنيين»، ودعا «العبادي إلى الأخذ بزمام الأمور بعد التحرير الكامل»، وأضاف أن «مسك الأرض مهمة القوات العراقية فقط». وزاد ان هناك «نية مبيتة لتأجيج الحرب الطائفية، لكن وقوف شيعة العراق مع سنته سيوحد البلاد»، وحذر من أن «بقاء السلاح خارج إطار الدولة سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه». ودعا إلى «محاسبة المتسببين في سقوط الموصل حتى لا تتكرر القضية، وحراسة الحدود من الجهة الغربية، خصوصاً مع وجود دعوات لزج شبابنا في حروب داخل سورية».

إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة خلال مهرجان في طهران: «عندما نتحدث عن تقديم الدعم إلى الشعب العراقي، يتصور البعض أن دعمنا ينحصر في التضحية الجسدية»، وأضاف أن بلاده «قدمت، فضلاً عن الشهداء، المال والسلاح في سبيل محاربة الإرهاب، ومدت العراق بالأسلحة التي كان في حاجة إليها لمكافحة الإرهاب ولبّت حاجات الشعب السوري في ظل الحظر المفروض عليه».

من جهة أخرى، اتهمت «منظمة العفو الدولية» «القوات العراقية وقوات التحالف باستخدام أسلحة متفجرة غير دقيقة في الموصل، ما أسفر عن قتل آلاف المدنيين، وأوضحت أن «بعض الانتهاكات المرتكبة بمثابة جرائم حرب، فقد تقاعست القوات عن اتخاذ تدابير كافية، واستخدمت أسلحة ما كان ينبغي استخدامها في مناطق كثيفة السكان». كما اتهمت «داعش» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية.

ودعت مديرة البحوث في المكتب الإقليمي للمنظمة لين معلوف الحكومة العراقية، ودول التحالف إلى «التصريح فوراً وعلناً عن حجم الخسائر وخطورتها في أرواح المدنيين أثناء العملية العسكرية لاستعادة المدينة»، ولفتت إلى أن «الأهوال التي كابدها السكان، وما أبدته كل أطراف الصراع من استخفاف سافر بحياة الإنسان، لا ينبغي أن تمضي من دون عقاب، ويتوجب إنشاء لجنة مستقلة على الفور، تُكلف إجراء تحقيقات فعالة في حالات تتوافر عنها معلومات جديرة بالتصديق».

من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني بأن «القوات واصلت ملاحقة فلول داعش المتخفين في آخر معاقلهم في الموصل القديمة، وتمكنت قوة خاصة من القبض على سبعة عناصر بعد محاصرتهم داخل منزل في منطقة الشهوان». وقال مصدر عسكري أمس إن «الجيش أرسل تعزيزات لاستعادة قرية الإمام غربي، جنوب ناحية القيارة، بعد أن سيطر عليها مسلحون من التنظيم قبل أيام».