التاريخ: حزيران ٧, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
أهمية معركة الرقة وأطرافها الفاعلة
انطلقت عملية استعادة الرقة من «داعش» بعد أشهر من المعارك التمهيدية في ريف المحافظة. وتكتسب الرقة أهمية بالغة للقوات النظامية و»تنظيم داعش» و «التحالف الدولي» وفصائل المعارضة و «قوات سورية الديموقراطية».

فالمحافظة هي الأولى من بين المحافظات السورية التي تخرج بالكامل عن سيطرة القوات النظامية. وهي أول وأكبر مركز حضري يسيطر عليه عناصر «داعش» في سورية، كما أنها عاصمة التنظيم المفترضة وخسارتها ستكون ضربة قاصمة له عسكرياً ومعنوياً ومادياً، إذ تشكل مركزاً اقتصادياً وقد زودت «داعش» بموارد مالية متدفقة ساعدته على الاستمرار. كما أن موقع الرقة على نهر الفرات ممر تواصل بري لعدد من الطرق السريعة بين المحافظات السورية.

أما سد الثورة في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة فيعد مصدراً لتزويد الطاقة الكهربائية، كما يعد جسراً يسمح لمن يسيطر عليه بحرية الحركة بين غرب الفرات وشرقه.

وفي ضوء الأهمية الاستراتيجية والمعنوية الكبيرة للرقة من المستبعد أن يغادرها عناصر التنظيم، إلا بهزيمة عسكرية كبيرة. وحتى قبل الهجوم عليها، أقام «داعش» سلسلة دفاعات لصد هجوم «قوات سورية الديموقراطية» مدعوماً بطيران «التحالف الدولي». ومن ضمن هذه الدفاعات، زرع الألغام، ومنع المدنيين من المغادرة لاستخدامهم دروعاً بشرية، والعربات المفخخة والأنفاق والمكامن. كما أن التنظيم قام بنقل الكثير من قيادته ومعداته إلى دير الزور وفق ما تقول مصادر متطابقة في المعارضة السورية.

وبدأت المراحل الأولى لمعركة تحرير الرقة في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بمشاركة حوالى 30 ألف عنصر من «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات درع الفرات»، في مواجهة حوالى 3500 عنصر من «داعش».

وتتشكل «قوات سورية الديموقراطية» من «وحدات الحماية الشعبية» الكردية ومن تحالف فصائل سورية من العرب والأكراد والسريان والتركمان الذين ينتمون إلى «قوات الصناديد» و «المجلس العسكري السرياني» و «وحدات حماية المرأة» و «جيش الثوار».

أما المعركة البرية التي بدأت أمس، فهي ستكون عسيرة. فحتى إذا تم خنق «داعش» في الرقة، فسيتجه إلى تعزيز وجوده في مناطق أخرى مجاورة وستبدأ عملية الكر والفر.