التاريخ: حزيران ٤, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
بوتين لماكرون: الحرب السورية إرهاب وتدخل خارجي
باريس - رندة تقي الدين 
كشفت مصادر فرنسية مطلعة لـ «الحياة» أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قال خلال لقاءاته في باريس مع المسؤولين الفرنسيين إن الجانب الروسي مهتم بحصول اتفاق على حل الصراع في سورية، في حين تعتبر باريس أن الموقف الروسي الحقيقي يريد اتفاقاً على تسليم المعارضة سلاحها وأن تتنازل عن مطالبها وإبقاء النظام كما هو «أي تريد استسلام المعارضة وليس حلاً»، وفق وجهة نظر باريس.

وعلى رغم هذا الاعتقاد الفرنسي، فإن باريس لم تقطع الاتصالات مع موسكو في شأن الأزمة السورية. وخلال قمة فرساي قبل أيام، تحدث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هذا الموضوع، حيث قال بوتين لماكرون إن ما يجرى في سورية هو نتيجة مشكلة الإرهاب وتدخل دول خارجية ضد النظام وانه ينبغي العمل معاً لمكافحة الإرهاب وبعد ذلك يعود إلى الشعب السوري أن يقرر ما يريده. وعلى أساس هذا الكلام، رأت المصادر الفرنسية أن ليس هناك أي تطور أو فتح لباب الحل في الموقف الروسي في خصوص سورية.

ورأت المصادر أنه طالما أن ليست هناك استراتيجية واضحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وليس هناك ضغط أميركي على روسيا للوصول إلى حل سوري، فسيبقى الروس على موقفهم الحالي. ويرى الجانب الفرنسي أن إدارة ترامب مهتمة حالياً فقط بقضية مكافحة الإرهاب في سورية والعراق وليست مهمتة بالحل للوضع الداخلي في سورية باستثناء قضية استخدام السلاح الكيماوي. وقالت المصادر الفرنسية إن هناك تناقضاً في موقف الأميركيين لأنهم من جهة يريدون مكافحة التأثير الإيراني في سورية والعراق ومن جهة أخرى يلاحظون أن ايران والنظام يقاتلان «جبهة النصرة» و «داعش». وتابعت أن مثل هذا الموقف الأميركي يعزز موقع النظام السوري و «هذا ما يبحث عنه بشار الأسد».

وتابعت المصادر أنه بعد انتهاء الحرب ضد «داعش» في الموصل وفي الرقة بعد بضعة أشهر وتحرير دير الزور ستكون «القاعدة الأرضية لداعش قد أزيلت... ولكن في المقابل خلايا داعش ستنتشر في كل الدول التي انهارت من ليبيا ومالي إلى اليمن والصومال وستعمل هذه الخلايا من هناك»، أي أن تهديد «داعش» لن يزول بانهياره في سورية والعراق.

إلى ذلك، نقلت المصادر انطباع دي ميستورا بأن الموقف الروسي اهتز بعض الشيء لأن الإدارة الأميركية ليست مهتمة بالحل السياسي في سورية وانها تعتبر أن لديها مصالح وطنية أمنية بحتة وهي حريصة على أمن حدود حلفائها وتحديداً إسرائيل والأردن في جنوب سورية، بما في ذلك تأمين الحماية لحلفاء أميركا من تهديدات «داعش» أو «النصرة» أو «حزب الله». وتقول الإدارة الأميركية، في هذا المجال، إنها وحدها من يستطيع ضمان هذه المصالح ولا حاجة إلى الروس. ونُقل عن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسن قوله لنظيره الروسي سيرغي لافروف إن الإدارة الأميركية لا تبالي كلياً بمصير بشار الأسد وإنه إذا كانت روسيا عازمة على بقائه في منصبه فهذا سيمس بصورة روسيا ولا يهم مصالح الأميركيين. وفي رأي دي ميستورا، إن مثل هذا الموقف يزعزع الروس لأنهم يفقدون ورقة تفاوض مع الجانب الأميركي وقد يدفعهم إلى تقديم «مبادرات أفضل» في شأن الحل في سورية.

وفي موسكو (رويترز) نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير السوري لدى موسكو قوله أمس، إن الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية ستجرى في آستانة عاصمة كازاخستان في 12 و13 حزيران (يونيو) الجاري.

ونقلت الوكالة عن السفير رياض حداد قوله إن سورية تلقت دعوة للمشاركة في محادثات آستانة التي ستجرى يومي الإثنين والثلثاء.