التاريخ: أيار ١٧, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
تحالف «سورية الديموقراطية» يطرق أبواب الرقة
حققت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات خاصة أميركية تقدماً جديداً أمس في محافظة الرقة، وباتت على أبواب مدينة الرقة عاصمة «داعش» المفترضة في سورية. وتزامن تقدمها مع مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص بينهم أطفال ونساء في قصف شنته القوات النظامية على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية لدمشق، علماً أن هذه المنطقة تقع ضمن «مناطق خفض التصعيد» الأربع التي أُقرّت في ختام الجولة الأخيرة من مفاوضات آستانة.

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إلى استمرار الاشتباكات بين قوات عملية «غضب الفرات» («قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية») من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محافظة الرقة، موضحاً أنها تتركز في الريفين الشرقي والشمالي الغربي لمدينة الرقة، مركز المحافظة. وأكد أن قوات «غضب الفرات»، بدعم من جنود أميركيين وبغطاء من طائرات التحالف، «تمكنت من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على قريتين جديدتين ومزرعتين بالقرب منهما في الريف الشمالي الغربي للرقة، فيما تتواصل الاشتباكات على محور قرية رقة سمرا الواقعة على بعد نحو 3 كلم شرق مدينة الرقة». ولفت إلى أن التنظيم «حاول استعادة السيطرة على القرى والمزارع التي خسرها» لكنه فشل في ذلك، وخسر 9 من عناصره فيما فقدت «قوات سورية الديموقراطية» خمسة على الأقل من عناصرها.

وفي الغوطة الشرقية لدمشق، ذكر «المرصد» أنه ارتفع إلى 6 على الأقل بينهم طفلان ومواطنتان «عدد الشهداء المدنيين ... في المجزرة التي نفذتها قوات النظام في بلدة حمورية، إثر استهدافها بثلاثة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض»، مضيفاً أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع وأن بعض الجرحى (أكثر من 11) في حال خطرة. واعتبر أن «هذه أول مجزرة تنفذها قوات النظام في مناطق تخفيف التصعيد الممتدة من الشمال السوري إلى الجنوب السوري، وتشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشق الشرقية والجنوب السوري» منذ بدء تطبيق اتفاق وقف النار في 6 أيار (مايو) الجاري في ختام جولة آستانة. وأشار «المرصد» أيضاً إلى اشتباكات تدور بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محور بلدة بيت نايم في الغوطة الشرقية، و «أنباء عن خسائر بشرية» في صفوف المتحاربين. وفي هذا الإطار، أعلن فصيل «جيش الإسلام» على حسابه الرسمي على «تويتر» صد هجوم واسع شنته القوات النظامية على بيت نايم، مؤكداً إلحاق خسائر بالمهاجمين.

وجاء هجوم القوات النظامية بعد يوم من تجدد الاشتباكات بين «فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» من جهة، و «جيش الإسلام» من جهة أخرى في الغوطة الشرقية، وأشار «المرصد» إلى أن الاشتباكات «تتركز على محور منطقة الأشعري، وسط استهدافات متبادلة». وتابع أن خمسة على الأقل من «جيش الإسلام» قُتلوا كما قُتل اثنان من «هيئة تحرير الشام» أحدهما «أمير عسكري» خلال «الاقتتال العنيف» الذي دار بين الفصيلين أول من أمس في محاور الأفتريس والأشعري وبيت سوى وبيت نايم في الغوطة.

وفي محافظة دمشق، قال «المرصد» إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح خطرة أثناء تشييع قتيل من القوات النظامية في منطقة دمر بضواحي العاصمة.

إلى ذلك، أفاد «المرصد» بأن قافلة عاشرة تحمل «مئات المقاتلين وعوائلهم ومدنيين رافضين للتسوية والمصالحة مع النظام»، انطلقت من محيط حي الوعر في حمص نحو وجهتها في إدلب بالشمال السوري، مشيراً إلى أن التحضير لانطلاق القافلة استغرق نحو 30 ساعة.

في غضون ذلك، أوردت شبكة «الدرر الشامية» أن تنظيم «داعش» أعلن عبر وكالة «أعماق» التابعة له، مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الاثنين على مخيم الركبان للنازحين السوريين قرب الحدود اﻷردنية في جنوب سورية. ونقلت «الدرر» عن مصادر في المخيم إن انفجاراً وقع قرب مطعم، بينما استهدف التفجير الثاني سوق المخيم القريب ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين باﻹضافة إلى جرحى. ولفتت إلى أن «أعماق» لم توضح أسباب الهجوم على المخيم القريب من الحدود المشتركة بين سورية والعراق والأردن. وشن «داعش» هجوماً بسيارة مفخخة على نقطة تفتيش للجيش الأردني في حزيران (يونيو) الماضي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجنود ودفع بعمّان إلى إغلاق حدودها ما فاقم من معاناة النازحين. كما هاجم «داعش» مخيم الركبان بسيارة مفخخة مطلع هذه السنة.