التاريخ: أيار ١٤, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
تأجيل السيطرة على الحدود بين الأنبار وسورية
بغداد – حسين داود 
أقرّ مسؤولون وشيوخ عشائر في الأنبار أن السيطرة على الحدود الشاسعة مع سورية «مهمة صعبة حالياً»، وأضافوا أن قوات الأمن «غير قادرة على شن حملة لطرد داعش» منها، قبل الانتهاء من معركة الموصل، وحذروا من استمرار سيطرة الإرهابيين على صحراء المحافظة المطلة على المدن.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قرر الأسبوع الماضي إرسال تعزيزات عاجلة إلى بلدة الرطبة القريبة من الحدود مع سورية والأردن للتصدي لهجمات «داعش» على المحافظة التي أعلن تحريرها الصيف الماضي.

وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار، في اتصال مع «الحياة»، إن «قوات الأمن في الأنبار غير قادرة على تأمين الحدود»، وأضاف أن «التعزيزات التي أرسلتها الحكومة غير كافية وهدفها حماية مدينة الرطبة وليس شن هجوم على الإرهابيين». وزاد أن «القوات الأميركية الموجودة في قاعدة عين الأسد، في ناحية البغدادي، أبلغت إلى شيوخ العشائر ومسؤولين في المحافظة أن شن عملية قرب الحدود مع سورية يمثل هدفاً استراتيجياً، ولكن إطلاق هذه العملية ليس ممكناً قبل انتهاء معارك الموصل».

وتابع أن «الاستعدادات تجرى منذ شهور بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب المشغولة حالياً في معارك معقدة في الموصل، على أن تضطلع أفواج عشائرية، أنهت قبل أسابيع تدريباتها، بهذه المهمة». وأكد أن «دوريات أميركية تواصل استطلاع المنطقة الصحراوية، وهي على شكل هلال، وتمتد من مدينة حديثة ومنطقة الجزيرة شمالاً وصولاً إلى مدينة الرطبة جنوباً لرصد جيوب مسلحي داعش الذين لجأوا إليها، بعدما فروا من معارك الصيف الماضي».

إلى ذلك، جدد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي دعوته إلى «ضرورة السيطرة على ثلاث مدن يحتلها داعش وهي، عانة وراوة والقائم». وقال لـ «الحياة»، إن «بقاء هذه البلدات تحت سيطرة الإرهابيين يمثل تهديداً لبقية الرمادي والفلوجة وهيت التي حررت الصيف الماضي».

من جهة ثانية، تعرض خلافات سياسية داخل مجلس المحافظة استقرار الأنبار للخطر. وقال مصدر مقرب من المحافظ لـ «الحياة»، إن «محاولات تجري لتشكيل إدارة محلية جديدة». وأضاف أن «كتلاً سياسية وجدت نفسها غير مستفيدة من المشاريع الاقتصادية الضخمة التي بدأ تنفيذها وتسعى لتغيير الخريطة لمصلحتها». وأوضح أن «مشروع إعمار وحماية الطريق الدولي بين العراق والأردن الذي تتولاه شركة أمنية أميركية يواجه ضغوطاً كبيرة من بعض الأحزاب في بغداد، إضافة إلى ضغوط محلية من بعض شيوخ العشائر».

في ديالى، شمال شرقي بغداد، أعلنت قوات الأمن انتهاء عملية عسكرية في منطقة حمرين، شمال بعقوبة، استهدفت جيوب «داعش» التي عادت أخيراً إلى المحافظة بعد ثلاث سنوات على إعلانها خالية من الإرهابيين. وقالت مصادر أمنية إن قوات مشتركة من الجيش والشرطة و «الحشد الشعبي» تمكنت من تدمير 4 مقرات للتنظيم مخصصة لإيواء الإرهابيين الأجانب والانتحاريين، و6 عبوات ناسفة، ومعمل لتفخيخ السيارات، شمال قضاء المقدادية.