التاريخ: نيسان ١, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
«داعش» يوقع الأميركيين في فخ ضرب المدنيين في الموصل
تعهدت الولايات المتحدة نشر شريط فيديو يصور عناصر من «داعش» يجبرون بعض سكان الموصل على دخول أحد البيوت واستخدامه موقعاً عسكرياً لـ «نصب فخ لقوات التحالف» كي تغير على المكان وتقتل من فيه، فيما تفقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أحد مخيمات النازحين بعد لقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل، معلناً أن «المجتمع الدولي مقصر في تقديم المساعدات اللازمة إليهم».

وقال الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الكولونيل جوزيف سكروكا، إنه «يسعى إلى رفع السرية عن تسجيل مصور يظهر متشددين وهم يجبرون مدنيين على دخول مبنى في غرب الموصل حولوه إلى موقع، لإغراء التحالف بالهجوم». وأضاف: «للمرة الأولى نكتشف هذا من خلال تسجيل مصور». وأضاف أن أساليب «داعش» استلزمت تعديلات في الإجراءات، مؤكداً أن نحو ألف مسلح من التنظيم ما زالوا في المدينة، لكنه لم يوضح هذه التعديلات.

وكان قائد قوات التحالف في العراق الجنرال ستيفن تاونسند، عبّر خلال مؤتمر صحافي أول من أمس، عن انزعاجه من تركيز الأسئلة على المجزرة التي راح ضحيتها عشرات العراقيين بعد غارة جوية شنتها الطائرات الأميركية على موقع للإرهابيين، وقال: «داعش يذبح عراقيين وسوريين في شكل يومي. داعش يقطع الرؤوس. داعش يطلق النار على الناس».

من جهة أخرى، أفادت رئاسة إقليم كردستان، في بيان، بأن «غوتيريش أشاد ببارزاني وشعب كردستان على إيوائهم مئات آلاف النازحين، على رغم المشكلات والتحديات، وأبدى تقديره قوات البيشمركة التي صدت اعتداءات الإرهابيين بأسلحة وإمكانات متواضعة، والعالم ينظر بإعجاب وتقدير إلى دورها والشعب الكردي». وأضاف أن «المجتمع الدولي كان مقصراً في المساعدة، وسأبذل كل جهدي لجمع الدعم لكم». ودعا إلى «تضامن أوسع مع أهالي الموصل الذين عانوا لسنوات تحت حكم داعش وشهور من ويلات المعارك». وأبدى «استعداد المنظمة للتنسيق والتعاون مع الأطراف العراقية لحل المشكلات في مرحلة ما بعد داعش».

من جانبه، اعتبر بارزاني «زيارة غوتيريش محل سعادة»، وأكد أن «مساعدة النازحين واجب إنساني ووطني، ولم يكن ممكناً عدم أدائه تحت أي ذريعة».

وكان غوتيريش، قال خلال تفقده أحد المخيمات التي تؤوي الفارين من الموصل، إن «هؤلاء الناس عانوا الأمرين وما زالوا يعانون، ونحتاج إلى تضامن أكبر من المجتمع الدولي معهم»، وأعرب عن أسفه، فـ «ليست لدينا الموارد الضرورية لدعمهم ولا التضامن المطلوب».

وأضاف البيان أن «بارزاني تحدث خلال اللقاء عن المواجهات مع الإرهابيين»، مشيراً إلى أنه «من الفخر أن أسطورة داعش دحرت على يد البيشمركة». وأبلغ الأمين العام أن «الاستفتاء على مستقبل كردستان سيكون خلال مستقبل قريب، كي يكون العالم على علم برغبة شعب كردستان وقراره حول مستقبله».

أميركا ترد على أنباء تورطها في مجزرة الموصل

آخر تحديث: السبت، ١ أبريل/ نيسان ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش) بغداد - عمر ستار 
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس أنها ستنشر قريباً شريط فيديو يظهر حقيقة الانفجار الذي أوقع عشرات القتلى المدنيين في الموصل قبل نحو أسبوعين، في وقت أعلنت القوات العراقية قرب تحرير منارة الحدباء التاريخية الشهيرة.

وكان الجيش الأميركي أقر بأن التحالف الذي يقوده «ربما كان له دور في الانفجار الذي وقع في 17 آذار (مارس) الماضي»، مؤكداً أن الهجوم جاء بطلب من القوات العراقية.

وقال الناطق باسم التحالف الكولونيل جوزيف سكروك أمس، إنه «يسعى إلى إزالة السرية عن تسجيل مصور يظهر عناصر من داعش وهم يدخلون مدنيين في مبنى غرب الموصل كطعم يغري التحالف بالهجوم»، وأضاف أن «ما يحدث الآن ليس استخدام المدنيين دروعاً بشرية فحسب، بل للمرة الأولى نكتشف هذا من خلال تسجيل مصور أمس، إذ أرغم مسلحون مدنيين على دخول مبنى وقتلوا واحداً أبدى مقاومة ثم استخدموا ذلك المبنى موقع قتال ضد وحدة مكافحة الإرهاب».

وأعلن قائد التحالف الدولي في العراق الجنرال ستيفن تاونسند الثلثاء، أنه «من المحبط بعض الشيء» تركيز الأسئلة على الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة. وأضاف أن «داعش يذبح عراقيين وسوريين بشكل يومي. داعش يقطع الرؤوس. داعش يطلق النار على الناس».

وقالت منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى المرتفع بين المدنيين في الموصل يعني ضمناً أن قوات التحالف فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية للحيلولة دون ذلك.

وكان وزير الدفاع العراقي عرفان الجيالي أفاد خلال البرلمان بأن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن من يقف وراء الحادث في الموصل الجديدة هو داعش»، وأوضح أن «لا مصلحة لتوجيه الاتهام إلى أي جهة من دون أدلة ولن نتأخر في كشف الحقائق أمام الرأي العام».

وقال رئيس اللجنة الأمنية في محافظة نينوى محمد إبراهيم لـ «الحياة»، إن «احتجاز المدنين واستخدامهم دروعاً بشرية في الساحل الأيمن لمدينة الموصل تسبب في تأخر عمليات التحرير»، مؤكداً أن «بعض الجهات حاول التأثير في القوات العراقية من خلال الحديث عن انتهاكات وجرائم حصلت بهدف إيقاف العمليات خدمة للتنظيم المتطرف وإعطائه وقتاً لإعادة ترتيب صفوفه».

وأضاف أن «نهاية داعش أصبحت قاب قوسين والتحرير الكامل سيعلن خلال أيام، على رغم من بطء العمليات العسكرية وذلك من أجل الحفاظ على أرواح الأهالي وسلامتهم».

ميدانياً، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، إن «القطعات تواصل تقدمها باتجاه منارة الحدباء بعد سيطرتها على قضيب البان من الجناح الغربي، فيما تواصل قطعات الجناح الشرقي في باب الطوب هجماتها المباغتة بإسناد قناصتها وطيرانها المسير على محيط جامع النوري».

وأعلنت وزارة الدفاع في بيان، أنه «بإشراف رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي، شرعت قيادة الفرقة المدرعة التاسعة المتمثلة باللواء 36 وبإسناد اللواء 71 صباح (أول من) أمس، بتحرير منطقة الصابونية، حيث تمكنت من تحرير المنطقة في وقت قياسي وتكبيد إرهابيي داعش خسائر فادحة بالأرواح والمعدات». ونقل عن الغانمي قوله إنه «شدد على ضرورة المحافظة على المنجزات المتحققة من خلال تحرير أبرز معاقل الإرهاب، كما وجه بضرورة إعادة انفتاح القطعات العسكرية داخل المدن لتأمينها من أجل عودة العوائل النازحة وفرض سلطة القانون».

وقال القائد في الشرطة الاتحادية العميد شاكر الخفاجي، إن «ما بين 25 و30 في المئة من الموصل ما زال تحت سيطرة داعش ونحن مستمرون في التحرير ولم نترك لعناصر التنظيم الإرهابي من خيار سوى الانتحار أو القتل على أيدينا، وقد اقتحمنا المنطقة القديمة وقطعنا كل طرق الإمداد عنها».