التاريخ: آذار ٢٦, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
هل ينجح «المؤتمر الشعبي» السوداني في تجاوز انقسامات حول تحوله إلى الموالاة ؟
الخرطوم - النور أحمد النور 
بعد إقرار المؤتمر العام لحزب «المؤتمر الشعبي السوداني» المعارض المشاركة في الحكومة، خيّمت تساؤلات أمس حول نجاحه في الحفاظ على وحدته وتجاوز رفض قطاع من شبابه وناشطيه التحول إلى حزب للموالاة، وذلك رغم انتخاب علي الحاج محمد أميناً عاماً للحزب لتسلم القيادة من رئيسه المكلف ابراهيم السنوسي الذي انتقلت اليه بعد رحيل مؤسسه حسن الترابي العام الماضي.

وحضر ممثلون لتيارات إسلامية من 13 دولة المؤتمر العام للحزب، إضافة إلى شخصيات من السلطة والمعارضة في السودان. وأعادت السلطات السودانية عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب «مصر القوية» المرشح الرئاسي السابق، إلى القاهرة بعد وصوله الخرطوم للمشاركة. وانتخب «المؤتمر الشعبي» علي الحاج بالإجماع بعد انسحاب منافسيه ابراهيم عبدالحفيظ وثريا يوسف. وهو سياسي مخضرم كان أحد قيادات الحزب الحاكم وشغل مناصب وزارية، وتولى ملف السلام قبل انشقاقه مع الترابي إثر خلافه مع الرئيس عمر البشير، وظل مساعداً له منذ 1999.

ومرر المؤتمر العام للحزب قرار المشاركة في حكومة الوفاق الوطني التي تجري المشاورات لتشكيلها وسط معارضة من ناشطين يرفضون التقارب مع حزب» المؤتمر الوطني» الحاكم. وانتقد القيادي في الحزب الناجي عبدالله في خطاب ألقاه خارج قاعة المؤتمر، قرار المشاركة في السلطة، معتبراً أن ذلك بمثابة قيادة حزب الترابي نحو حزب البشير الذي وصفه بالفاسد.

ورهن علي الحاج عقب انتخابه، مشاركته في الحكومة، بالتزام الرئاسة بتوصيات طاولة الحوار الوطني، وأعلن تمسكهم بالحريات والحكم الفيديرالي للبلاد، والاهتمام بقضايا معيشة الناس وتحقيق السلام.

ودعا زعيم حزب «الأمة» المعارض الصادق المهدي، إلى أن يكون الحوار الوطني في البلاد، شاملاً، يضبط أجهزة الأمن ويبسط الحريات العامة، وفاء لاستحقاقات خريطة الطريق الأفريقية للسلام في السودان، لوقف الحرب والاستقطاب ومجابهة التحديات التي تواجه الوطن. وحض المهدي خلال كلمته في المؤتمر العام لحزب «المؤتمر الشعبي» الحكومة السودانية على الوفاء بالتزامات خريطة الطريق التي وقعتها مع تحالف قوى «نداء السودان» المعارض، مشيراً إلى أنه من شأنها أن تحقق «سلاماً عادلاً وشاملاً وحكماً وطنياً لا يعزل أحداً ويؤدي إلى دستور راسخ يخرج البلاد من حالة الاحتراب والاستقطاب».

وفي رده على المهدي، أكد مساعد الرئيس السوداني ابراهيم محمود التزام السلطة بخريطة الطريق الأفريقية، وقال: «أؤكد للمهدي أننا ملتزمون بخريطة الطريق التي وقعنا عليها وحريصون كذلك على لمّ شمل أهل السودان بالسلام وبأن نضع أيدينا فوق أيدي بعض حتى نمضي بالسودان نحو الأمن والسلام».

ودعا حامد أمام المؤتمر العام لحزب «المؤتمر الشعبي»، الممانعين الى المشاركة في الحوار الوطني، حتى تمضي الدولة وتتجاوز التحديات الكبرى التي تمر بها دول العالم، وتستهدف الدول في كيانها وأمنها، مشيراً الى أن السلام بفضل الحوار أصبح واقعاً. وتوقع اكتمال عملية السلام خلال الفترة المقبلة، وزاد: «السلام أصبح قاب قوسين أو أدنى».