التاريخ: آذار ٢٥, ٢٠١٧
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
القوات العراقية تعتمد أساليب جديدة لإخراج "داعش" من أزقة الموصل
أفاد مسؤولون عسكريون عراقيون أن القوات العراقية تتأهب لهجوم جديد على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بالاستعانة بأساليب جديدة، لكن العمليات الرامية الى إخراج المتشددين من آخر معاقلهم في البلاد متوقفة.

قالت الأمم المتحدة إن عائلات غادرت المدينة الواقعة في شمال العراق خلال فترة هدوء القتال ضمن موجة نزوح السكان الذين يفرون بالآلاف يومياً إلى مخيمات مزدحمة باردة أو يتوجهون للإقامة مع أقارب لهم. وتمكنت العملية التي تدعمها الولايات المتحدة لطرد "داعش" من الموصل، والتي دخلت الآن شهرها السادس، من استعادة معظم أجزاء المدينة. وتسيطر القوات العراقية على الجزء الشرقي من المدينة تماماً وقرابة نصف الجانب الغربي.

لكن التقدم تعثر في الأسبوعين الأخيرين مع وصول القتال إلى الحي القديم الذي تنتشر فيه الأزقة الضيقة وأبدى المتشددون مقاومة شرسة واستخدموا السيارات المفخخة والقناصة وقذائف الهاون ضد القوات والسكان.

وصرح الناطق باسم قوات الرد السريع المقدم عبد الأمير المحمداوي عبر الهاتف إنه لا عمليات اليوم (أمس)، وأن الهجمات ستعاود قريبا بالاستعانة بأساليب جديدة تناسب القتال في الحي القديم. وأوضح ضابط في الشرطة الاتحادية لـ"رويترز" إن الأساليب الجديدة ستشمل نشر وحدات إضافية من القناصة لمواجهة قناصة "داعش".

وتمركز مقاتلو "داعش" في منازل يملكها سكان الموصل لإطلاق النار على القوات العراقية مما أدى في كثير من الأحيان إلى غارات جوية أو هجمات بالمدفعية أسفرت عن مقتل مدنيين.

خطر القناصة
وشنَّ المتشددون أيضاً هجمات مضادة منعت أحيانا القوات العراقية من التقدم عند المشارف الجنوبية للحي القديم. ويقول مسؤولون عسكريون إن السحب والأمطار في الأسابيع الأخيرة حالت دون توفير دعم جوي فعال.

ومن الأهداف المقبلة للقوات العراقية داخل الحي القديم جامع النوري الذي ستمثل السيطرة عليه نصراً رمزياً كبيراً. وكان زعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي قد أعلن من هذا الجامع عام 2014 عن إقامة دولة خلافة في مناطق كبيرة من العراق وسوريا.

ومع استمرار المعركة يواجه مزيد من المدنيين خطر فقدان الحياة أو النزوح عن الديار.
وتحدث مسؤولون محليون وسكان الخميس عن دفن العشرات تحت أنقاض المباني المنهارة بعد غارة جوية استهدفت التنظيم الجهادي وسببت انفجار هائلاً الأسبوع الماضي.

وأمس، تدفق مئات النازحين خارج الموصل وساروا في الوحل وهم يحملون حقائبهم وأمتعتهم.
وقال رجل إن قناصة "داعش" أطلقوا النار على الفارين وإن بعضهم قتلوا في انفجارات.

ويروي سكان أن الوضع داخل المدينة يتدهور مع عدم وجود مياه أو كهرباء أو وصول إمدادات غذاء. وكان خالد خليل (36 سنة) النجار الذي دمر القتال محله يمسك بابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات. وقال: "نتنقل منذ أمس. استبد بنا التعب لكننا الآن في أمان. كل من يمسكون به (مقاتلو "الدولة الإسلامية") يقتلونه".