التاريخ: آذار ٢٠, ٢٠١٧
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
ألفا مقاتل لـ"داعش" يتحصّنون في الموصل
أطلقت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش العراقي صواريخها ونيرانها على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المدينة القديمة بالموصل أمس مع اقتراب القوات على الأرض من جامع الموصل الكبير (جامع النوري) الذي يمثل مكسباً استراتيجياً ذا دلالة رمزية.

تجاوزت قوات الشرطة الاتحادية في تقدمها محطة القطارات في غرب الموصل لتقترب أكثر من الجامع الكبير. وقال قيادي في الشرطة إنهم اقتربوا جداً من بسط السيطرة عليه. وفر السكان من المنطقة وهم يحملون أمتعتهم ويشقون طريقهم عبر المباني المدمرة بينما تدوي أصوات القذائف وإطلاق النار من خلفهم. ومعظمهم من النساء والأطفال.

وصرح ناطق باسم الشرطة: "استأنفت قوات الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع تقدمها بعد توقف العمليات بسبب الطقس السيئ. تستهدف القوات استعادة بقية المدينة القديمة".

ودخلت معركة استعادة المعقل الأخير لـ"داعش" في العراق شهرها السادس. واستعادت قوات الحكومة العراقية يدعمها مستشارون أميركيون ونيران المدفعية والدعم الجوي الأميركي شرق مدينة الموصل ونصف غربها وهي تركز الآن على بسط السيطرة على المدينة القديمة.

واستهدف القتال أخيراً جامع النوري الذي شيد قبل مئات السنين بمئذنته المائلة الشهيرة. ومن شأن السيطرة على الجامع توجيه ضربة الى "داعش"، فمنه أعلن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم المتشدد قيام دولة الخلافة في تموز 2014 بعدما سيطر المتشددون على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. ويقدر مسؤولون أميركيون أنه لا يزال هناك نحو 2000 مقاتل من التنظيم الجهادي داخل ثانية كبرى المدن العراقية يقاومون باستخدام قذائف الهاون والقناصة وتفجير السيارات المفخخة في مواقع الجيش. وكان علم "داعش" الأسود لا يزال يرفرف من مئذنة الجامع الكبير حتى أمس الأحد.

فرار السكان
وتقدم رجال الشرطة الاتحادية سيراً من محطة القطار قرب المدينة القديمة عبر الشوارع المليئة بالأنقاض. وأبلغ القيادي في الشرطة اللواء خالد العبيدي الصحافيين من الجبهة: "قوات الشرطة الاتحادية والتدخل السريع استأنفت تقدمها بعد توقف للعمليات بسبب سوء الحالة الجوية. القوات لديها هدف استعادة ما تبقى من المدينة القديمة". وأصدر العبيدي أوامر عبر جهاز اللاسلكي مع سقوط قذائف هاون خلف موقعه. وشهد الصحافيون غارة جوية تستهدف مواقع لـ"داعش" على مسافة 300 متر من خط الجبهة. وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة وأطلقت صواريخ ونيران المدافع الرشاشة على الأرض. وجاء في بيان ان الشرطة الاتحادية اعتقلت حسام شيت الجبوري المسؤول في "داعش" عن ديوان الحسبة في منطقة باب السجن بالموصل.

وسارت العائلات مع كبار السن والأطفال في شوارع غرب الموصل الموحلة مروراً بالمباني المتضررة بفعل الرصاص والقنابل السبت. وأكد بعض السكان أنهم لم يتناولوا طعاما يذكر منذ أسابيع وهم يهرولون من أجل الحصول على بعض الإمدادات التي تقدمها وكالة إغاثة محلية. وقال أحد السكان: "شيء فظيع. الدولة الإسلامية دمرتنا. لا يوجد أي طعام أو أي خبز. لا يوجد أي شيء على الإطلاق".