التاريخ: آذار ١٤, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
«النهضة» التونسية تخيّر ناشطيها بين العمل الديني والسياسي
تونس – محمد ياسين الجلاصي 
أُصيب عسكري تونسي بانفجار لغم أرضي مساء أول من أمس، على المرتفعات الغربية لمحافظة القصرين الحدودية مع الجزائر، فيما خيّرت حركة «النهضة» الإسلامية التونسية عناصرها وقياداتها بين ممارسة النشاط السياسي الحزبي أو النشاط الدعوي.

وذكر الناطق باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي أن جندياً جُرح في انفجار لغم ارضي مساء أول من أمس، في المنطقة العسكرية المغلقة في جبل «سمامة» الواقعة في محافظة القصرين وسط غرب تونس، وهو الانفجار الثاني من نوعه في المكان ذاته.

ولم يذكر الناطق العسكري تفاصيل إضافية باستثناء إجراء عمليات تمشيط واسعة نفذتها وحدات عسكرية في المنطقة لتعقب مسلحين زرعوا ألغاماً في المرتفعات الغربية للبلاد، ونفذت هجمات سقط ضحيتها عشرات الأمنيين والعسكريين خلال السنوات الـ5 الماضية.

في سياق متصل، تمكنت الوحدات الأمنية في محافظة قبلي (جنوب غرب) من اعتقال المسلح الرابع الذي شارك في الهجوم على الدورية الأمنية ليلة السبت- الأحد الماضي، والتي سقط ضحيتها عنصر أمن تونسي.

وكانت دورية أمنية في منطقة «جنعورة» التابعة لمحافظة قبلي (جنوب غرب) تعرضت لهجوم نفذته مجموعة من 4 عناصر على متن دراجتين ناريتين في كل منهما عبوة ناسفة تقليدية الصنع وفق بلاغ الداخلية.

وتمكنت قوات الأمن من التصدي للهجوم الذي أسفر عن مقتل عنصر أمن وإصابة زميله بجروح خضع على أثرها لعملية جراحية، وقتل مسلحَين إثنين وجرح ثالث بينما تمكن العنصر الرابع من الفرار.

في غضون ذلك، دعت حركة «النهضة» قياداتها وعناصرها إلى الاختيار بين النشاط السياسي والحزبي أو الانخراط في العمل الديني الدعوي، وذلك ضمن اطار إصلاحات تنفذها بعد أن أقرت العام الماضي، مبدأ الفصل بين الدين والسياسة.

وقال رئيس مجلس شورى «النهضة» عبد الكريم الهاروني، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، إن حركته «ستعمل خلال الفترة المقبلة على دعوة أبنائها إلى الاختيار بين العمل الدعوي والنشاط الحزبي والسياسي في اطار تفعيل قرار المؤتمر الأخير للحركة القاضي بالفصل بين العمل الدعوي والعمل السياسي».

وأكد الهاروني تمسك حركته بمرجعيتها الدينية والإسلامية على رغم قرار الفصل بين النشاط الديني والنشاط السياسي. وتسعى «النهضة» التي تملك الكتلة الأكبر في البرلمان، الى اصلاح هياكلها الداخلية استعداداً لعهد ما بعد زعيمها الحالي راشد الغنوشي الذي يرأسها منذ تأسيسها في سبعينات القرن الماضي، ولا يسمح له النظام الداخلي بتجديد ولايته.

وزاد الهاروني أن «النهضة» ستركز جهودها خلال العام الحالي على الاستعداد للانتخابات البلدية والمحلية المتوقع اجراؤها قبل نهاية العام، وسط مساعٍ لعقد تحالف بين «الإسلاميين» وحليفهم الرئيسي في الحكومة «نداء تونس»، الذي يتزعمه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.