التاريخ: آذار ١١, ٢٠١٧
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
بوتين وأردوغان: شركة حقيقية وتعاون تام في سوريا
سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى تعزيز التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في شأن العمليات العسكرية في سوريا، فيما تحاول تركيا إنشاء "منطقة آمنة" على الحدود خالية من متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"وحدات حماية الشعب" الكردية.

وصرح أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين في موسكو: "طبعاً الهدف الحقيقي الآن هو الرقة"، في إشارة معقل "داعش" في سوريا.

وقال: "من المفترض الآن القبول بمبدأ أن منظمة إرهابية لا يمكن أن تهزم على يد (منظمة إرهابية) أخرى"، في إشارة الى دعم واشنطن لـ"وحدات حماية الشعب" ضد "داعش". وأضاف: "كبلد يحارب الإرهاب منذ 35 سنة، إن منظمات إرهابية مثل داعش ووحدات حماية الشعب وجبهة النصرة وغيرها هي منظمات نواجهها طوال الوقت".

ولاحظ "اننا أبقينا كل خطوط الاتصال مفتوحة حتى الآن وسنمضي في ذلك من الآن فصاعداً (...) سواء كانت تركيا أو روسيا، نعمل بتعاون تام عسكريا في سوريا. قادة أركاننا ووزيرا خارجيتنا ووكالات الاستخبارات يتعاونون بشكل مكثف".

وأكد أن أنقرة وموسكو تمكنتا من تجاوز "جميع الاستفزازات والمشاكل" الناجمة عن حادث إسقاط سلاح الجو التركي طائرة "سو-24" الروسية في تشرين الثاني 2015، مشددا على أن البلدين أكملا "عملية تطبيع العلاقات" خلال الاجتماع في موسكو .

وأمل أن تلغي روسيا جميع القيود الاقتصادية المفروضة على تركيا وتعيد النظر في قرارها في موضوع تأشيرات الدخول.

بوتين
وقال بوتين إن روسيا وتركيا "عادتا إلى سبيل الشركة الحقيقية". وشدد على أن روسيا تعتبر تركيا شريكا بالغ الاهمية، معرباً عن عزمها الاستمرار في حوار سياسي مكثف بين البلدين على أعلى المستويات وتطويره.

وأفاد أنه بحث مع أردوغان في القضايا الإقليمية الملحة وفي سبل تسويتها، بما في ذلك الأزمة السورية، مبرزاً ضرورة تضافر الجهود الروسية- التركية في سوريا وفي مجال محاربة الإرهاب.

ولدى تطرقه إلى آفاق تسوية الأزمة السورية، رأى "أن الوضع لا يزال صعباً، وهناك عوامل كثيرة تزيد الغموض الذي يكتنف هذه القضية، وثمة كذلك خلافات كثيرة جداً في البلاد، بل في المنطقة برمتها".

وأمل في هذا السياق التزام "الحذر" في "تثبيت نظام وقف النار والانتقال إلى التسوية السياسية الشاملة على أساسه، من خلال توحيد الجهود الدولية وإشراك قوى كبيرة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، في هذه العملية".

وأكد وجوب "إعادة وحدة أراضي سوريا" لإطلاق التسوية الشاملة وإحلال السلام في البلاد وفي المنطقة بأسرها.
وذكر أن "الهدنة في سوريا صامدة عموماً، مما أدى إلى التراجع الملموس لمستوى العنف، وذلك نتيجة للخطوات المنسقة بين روسيا وتركيا وإيران".