التاريخ: شباط ٢٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
خلافات بين موالين لبوتفليقة بعد احتجاجات الغاز الصخري
الجزائر - عاطف قدادرة 
كشفت الاحتجاجات ضد استغلال الغاز الصخري في الجزائر، التي قادتها أحزاب معارضة، عن خلافات بين الموالين للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إذ غاب التناغم فجأة بين حزبين مواليين كبيرين، بعدما هاجم زعيم حزب «جبهة التحرير الوطني» عمار سعداني، الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بشدة ووصفها بأنها «رئيسة حزب غير دستوري يقوم على أسس تروتسكية».

وخلطت احتجاجات الغاز الصخري التي شهدتها الجزائر أول من أمس، حسابات سياسيي الموالاة. وفتح سعداني النار على حزب العمال اليساري، واصفاً إياه بـ «العرّاب ومخلب القطة الذي يريد أن يخدش مؤسسات السيادة». وأضاف: «أن بعض الأحزاب الصغيرة أصبحت تتطاول حتى على فخامة الرئيس، وأذكر تحديداً، حزب العمال، وما تقوم به أمينته العامة»، حيث تقول: «إن الرئيس لم يف بالتزاماته، فأي التزامات للرئيس مع هذا الحزب، وأي التزامات لهذا الحزب مع الرئيس».

وتابع سعداني هجومه على حزب حنون: «نقول لهذا الحزب، إنه غير دستوري، لأنه مؤسَس على فئة، وأن أمينته العامة تفتقد للديموقراطية، كما أن مشروعه يتناقض مع مشروع الشعب الجزائري، حيث إنه تروتسكي والدستور الجزائري ينص على أن الشعب الجزائري مسلم». وبدا واضحاً أن تصريحات حنون أغضبت محيط الرئاسة لما تحدثت عن «عدم التزام بوتفليقة بالتزاماته» في ملفات الغاز الصخري، وغيرها من الملفات.

في المقابل، تجمعت أحزاب المعارضة أمس، لتقييم حركة الاحتجاج التي حاولوا تنفيذها أول من أمس. وانتقد رئيس الحكومة السابق علي بن فليس تصرف «أجهزة الدولة القمعي»، فيما قال رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري، أن تلك الوقفات «كسرت حاجز الخوف وجدار الصمت وأظهرت للنظام السياسي بأن ثمة في الجزائر مَن يقول له لا».

وكان رئيس الحكومة الجزائرية عبدالمالك سلال أكد أول من أمس، في منطقة أرزيو في ولاية وهران أنه «ليس هناك استغلال للغاز الصخري بل الأمر منحصر بوضع دراسات».

وقال سلال في تجمّع شعبي في مناسبة ذكرى تأميم قطاع المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين بأن «قضية الغاز الصخري حظيت بنقاش واسع على مستوى الحكومة والبرلمان ووضعنا شروطاً صعبة جداً لاستغلال هذه الطاقة»، مشدداً بأنه «ليس هناك استغلال وإنما دراسات وبحوث يتمّ إعدادها». وأوضح سلال أنه «من غير الممكن اليوم الاستغناء عما من شأنه المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني».

كما أعلن أن بلاده «لم تتوقف عن استغلال البترول والغاز التقليدي».