التاريخ: آب ٣١, ٢٠١٤
المصدر: جريدة الحياة
انهيار مفاوضات تشكيل حكومة العبادي والقوات العراقية تستعيد 6 قرى في ديالى
البيشمركة تتقدم ببطء غرب الموصل بغطاء أميركي
بعد تسرب أنباء أمس عن قرب التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة العراقية، انقلب الوضع عندما أعلنت في المساء مجموعة القوى السنية في البرلمان انهيار مفاوضاتها مع كتلة «التحالف الشيعي» إثر خلافات في شأن نسبة مشاركة السنة في الحكومة وفي مؤسسات الدولة، فيما شنت قوات الجيش عملية عسكرية كبيرة بدأتها أمس لفك الحصار عن بلدة آمرلي التركمانية الشيعية التي تحاصرها قوات «الدولة الإسلامية» (داعش)، بينما أكدت مصادر «البيشمركة» سيطرتها، بغطاء جوي أميركي، على بلدة زمار الاستراتيجية. 

وقال رئيس الوفد السني المفاوض سلمان الجميلي، في بيان صدر عن مكتبه أمس، إن «المفاوضات بين الطرفين الخاصة بتشكيل الحكومة انهارت بسبب إصرار بعض مكوّنات التحالف الوطني على المنهج السابق الذي أوصل العراق إلى ما هو عليه اليوم». وأضاف أن «بعض قوى التحالف الوطني لم تع الواقع الذي تعيشه بعض المحافظات ولا تريد التعامل بمنهج جديد يعيد الأمن والاستقرار إلى تلك المحافظات».

من جانبها، أكدت مصادر شيعية لـ «الحياة» أن الخلافات الأخيرة بين الجانبين تركزت على مجموعة قضايا أبرزها مطالبة السنة تحديد نسبة 40 في المئة من كل مؤسسات الدولة للمكوّن السني. وقالت المصادر ذاتها إن هذا المطلب رُفض من قبل معظم القوى الشيعية، التي حددت نسبة 30 في المئة للمكوّن السني، و17 في المئة للمكوّن الكردي.

وأشار مصدر إلى أن اجتماعات عقدت مساء أمس بين زعيم كتلة «المواطن» عمار الحكيم وقيادات سنية للتوصل إلى حل لهذه المشكلة، مشيراً إلى استغراب كتلة «التحالف الوطني» الإعلان عن انهيار المفاوضات التي قطعت أشواطاً مهمة. وكانت مصادر شيعية سربت أمس ورقة تفاوض قدمتها كتلة «التحالف الوطني» للأطراف الأخرى تشكّل جوهر البرنامج الحكومي، وتتكوّن من 20 بنداً بسقوف زمنية لتحقيقها. وتضمن الورقة سقفاً زمنياً مدته ستة أشهر لإعادة النظر في إدارة الملف الأمني في العراق، و «تطوير تجربة الحشد الشعبي والعمل على جعلها ذات بعد وطني مقنن يخدم عملية المصالحة الوطنية. وكذلك تشكيل منظومة الحرس الوطني كقوة رديفة للجيش والشرطة لها مهام محددة يهدف إلى جعلها العمود الأساس في إدارة الملف الأمني في المحافظات، على أن يشرّع هذا بقانون في أمد أقصاه ثلاثة أشهر»، بالإضاف إلى تعهدات تمرير سلسلة قوانين وتحقيق التوازن في الوظائف وتشكيل مجلس الخدمة، وتنظيم العلاقة بين حكومة المركز وحكومة إقليم كردستان. وأيضاً التزام الحكومة إنهاء الخلافات حول استخراج النفط والآليات الدستورية في استثماره وتصديره وتشريع قانون النفط والغاز خلال فترة ستة أشهر، وإيجاد الحلول لمشكلة المناطق المتنازع عليها، منها كركوك، في إطار المادة 140، خلال عام واحد.

وكان عضو اتحاد القوى السنية طلال الزوبعي، قال لـ «الحياة» إن «الأجواء لا تزال إيجابية والمفاوضات تسير بالاتجاه الصحيح وهناك مواقفة مبدئية على ورقة المقترحات التي قدمناها وُقّعت بالأحرف الأولى، وتتضمن وقف القصف على المناطق السكنية وإعادة المهجرين وإصدار قانون العفو العام وإلغاء قانوني الاجتثاث والإرهاب وتعديل مواد في الدستور، منها 76 و88».

إلى ذلك، أكد الفريق الركن عبد الأمير الزيدي قائد عمليات دجلة، أن «عمليات فك الحصار انطلقت، وأن الطيران يساند القوات الأمنية»، مشيراً إلى أن «داعش» يفر من أرض المعركة و «قواتنا تتقدم، وسوف ننتصر عليهم». وأشار إلى أن «معركة آمرلي انطلقت من ثلاثة محاور، هي الطوز صوب قرية السلام وبسطاملي (شمالاً) ومحور كفري آمرلي (شرقاً) ومحور العظيم انجانه (جنوباً)». وبيّن أن «قوات الجيش تهاجم من جنوب آمرلي فيما يهاجم الحشد الشعبي من كفري وتهاجم من محور ثالث قوات البيشمركة والحشد الشعبي».

القوات العراقية تستعيد 6 قرى في ديالى من «داعش» والبيشمركة تتقدم ببطء غرب الموصل بغطاء أميركي

يعقد قياديون في فصائل «الجيش الإسلامي» و»جيش المجاهدين» اجتماعات مشتركة منذ يومين للبحث في تنسيق نشاطهما الميداني، فيما أعلنت وزارة الدفاع أمس أن «قيادة فرقة المشاة الآلية الخامسة تمكّنت بالاشتراك مع تشكيلات الحشد الشعبي في محافظة ديالى من تحرير ست قرى من سيطرة داعش، وهي الوحدة والبوسبع ومصيجرة والمجرة والبوخيال وصولاً إلى تقاطع الصفرة بإتجاه ناحية آمرلي». وأضاف البيان أن «العملية جرت بإسناد جوي ومدفعي، تمكّنت خلالها القطعات من تدمير خمسة صهاريج وخمس عجلات وقتل 59 إرهابياً داعشياً». وتابع البيان أن «جهد الفرقة الهندسي تمكن من إكمال عملية تطهير الطرق وتدمير سبعة دور مفخخة وتفجير أربع عبوات ناسفة».

وقال ضابط رفيع المستوى في مركز عمليات وزارة الدفاع إن التقارير الميدانية التي يرسلها القادة في مناطق حزام بغداد تؤكد زوال الخطر عن بغداد من قبل هجمات المسلحين، مشيراً إلى أن لجان الحشد الشعبي لعبت دوراً مهماً في ذلك.

وأعلنت «سرايا السلام» في بيان أن عناصرها «والمجاهدين من فصائل المقاومة والحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي بدأوا، مساء (أول من) أمس عملية لكسر الطوق عن ناحية آمرلي المحاصرة من قبل الجماعات الإرهابية منذ أكثر من شهرين». وفي شمال البلاد واصلت الطائرات الأميركية غاراتها في محافظة نينوى، وأعلنت القيادة الوسطى للجيش الأميركي في بيان أمس أن الطائرات الأميركية شنت أربع غارات جوية في شمال الموصل أدت إلى تدمير أربع عربات مدرعة لتنظيم داعش إضافة إلى إلحاق أضرار بعربات أخرى. وأكد البيان أن «الضربات تمت تحت سلطة دعم القوات الأمنية العراقية والبيشمركة، وكذلك لحماية البنية التحتية الحيوية والأفراد والمنشآت الأميركية، ودعم الجهود الإنسانية».

كما شنت قوات البيشمركة هجوماً واسع النطاق بغطاء جوي أميركي عراقي في مناطق غرب الموصل. وقال ضابط برتبة نقيب في قوات البيشمركة من منطقة زمار في تصريحات أمس إن «قوات البيشمركة تشن هجوماً واسع النطاق ومن عدة محاور بإسناد الطيران الحربي الأميركي والعراقي على مناطق وزمار وربيعة وعين زالة» (غرب الموصل). وأضاف: «بعد استكمال التحضيرات اللوجستية المطلوبة انطلق الهجوم قبل ظهر السبت، ويهدف إلى تطهير جميع هذه المناطق وعشرات القرى التابعة لها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي».

إلى ذلك، كشف كامل المحمدي، أحد شيوخ عشائر الأنبار لـ «الحياة» أن «داعش» يسعى لحل الخلافات مع الفصائل المسلحة في الأنبار، فيما جرت لقاءات خلال اليومين الماضيين بين فصيلي «الجيش الإسلامي» و»جيش المجاهدين»، تناولت التنسيق المشترك. وأشار إلى أن «الدولة الإسلامية ارسلت عبر وسطاء من شيوخ عشائر مبادرات لحل الخلافات من دون اشتراط إعلان البيعة لها». ولفت إلى أن داعش «لا يريد خلق خلافات داخل الأنبار بينما هو منشغل بمعارك أخرى في شمال البلاد». وأوضح أن «اجتماعات جرت بين قيادات الجيش الإسلامي وجيش المجاهدين تناولت توحّد بعض فصائل التنظيمين في مناطق جنوب بغداد وغربها، كما تمت مناقشة الاعتداءات الأخيرة على جيش المجاهدين من قبل عناصر الدولة الإسلامية».

وكان فصيل «جيش المجاهدين» نشر على حسابه الشخصي في تويتر أمس مقطع فيديو من 50 دقيقة قال إنها عمليات عناصره ضد قوات الجيش، كما قال إنها رد على بعض الفصائل التي تدعي أنه لا يوجد نشاط على الأرض غيرها، في إشارة واضحة لإدعاءت «داعش».

وأعلن «الجيش الإسلامي» في بيان مقتصب أمس ادانته للتفجيرات التي تضرب بغداد من خلال السيارات الملغمة، واعتبر أنها خاطئة لكونها تصيب الأبرياء، ودعا إلى وقف القصف الذي تتعرض له الأنبار. وقال ضابط رفيع المستوى في مركز عمليات وزارة الدفاع لـ «الحياة» أمس إن «التقارير الميدانية التي يرسلها إلينا القادة في مناطق حزام بغداد تؤكد زوال أي تهديد لداعش لاقتحام العاصمة»، وأشار إلى أن «المتطوعين إلى جانب القوات الأمنية كان لهم دور بارز في العمليات العسكرية». واوضح المصدر أن التقارير الواردة من قيادة عمليات سامراء تؤكد أن المتطوعين من لجان الحشد الشعبي، خصوصاً من سرايا السلام وكتائب حزب الله، نجحت في تنفيذ مهمة مسك الأرض التي تعتبر أصعب مهمة لقوات الجيش الحالية». وأشار الضابط نفسه إلى أن «لجان الحشد الشعبي تمسك بالأرض في قرى وبلدات الدور والجلام وأبو شوارب والاسحاقي وبلد شمال بغداد، والتي كانت عصية عن السيطرة بسبب الخلايا النائمة فيها». وأضاف أن «حماية سامراء أضعفت قدرة المسلحين في حزام بغداد الشمالي لعدم امتلاكهم العمق الدفاعي على عكس مناطق حزام بغداد الجنوبي».

وقال إن حزام بغداد الجنوبي مرتبط بمحافظة الأنبار عبر مدينة المفلوجة الواقعة تحت سيطرة «داعش» ما يسهّل على المسلحين تنفيذ عمليات كبيرة في جنوب بغداد ثم الإنسحاب منها بسهولة. وأشار أيضاً إلى أن عناصر من «سرايا السلام» وحركة «عصائب أهل الحق» ساهمت بمساعدة قوات الجيش في معارك دارت في مناطق اليوسفية والمحمودية والمدائن، خصوصاً وأنها مناطق زراعية تتطلب قوات مشاة أفضل من المدرعات وناقلات الجنود.